لم تعرف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ توليه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني 2017 استقرارا في الفريق الذي يدير دفة الولايات المتحدة الأميركية، فقد انسحب مسؤولون الواحد تلو الآخر من البيت الأبيض، وبينما أقال ترمب بعض مسؤولي إدارته فضل آخرون الانسحاب منها بإرادته.
وهكذا دخل عدد كبير من مساعدي ترمب البيت الأبيض في تلك الفترة وخرجوا قبل أن يتسنى للأميركيين معرفتهم.
وفيما يلي أبرز هؤلاء المسؤولين التي أٌقالهم ترمب أو قدموا استقالاتهم:
18 أغسطس/آب 2017: كبير المستشارين الاستراتيجيين ستيف بانون
مهندس مواقف ترمب القومية الشعبوية وانتصاره الانتخابي، لقب بـأمير الظلام وحتى الرئيس الظل.
أقال دونالد ترمب كبير مخططي الاستراتيجيات السياسية بإدارته ستيف بانون بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن خلاف شديد بين بانون وعدد من كبار مساعدي الرئيس منهم صهره جاريد كوشنر.
وأكد ترمب في حينه بشكل غير مباشر وجود صراع على السلطة بين بانون وكوشنر، وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست إنه طالبهما بتسوية الأمور بينهما، وإلا فإنه سيفعل ذلك بنفسه.
وقد قرر ترمب تسوية الأمر بإقالة بانون الذي قال عنه من قبل: أنا أحبه ولكن عليكم أن تتذكروا أنه لم يشارك في الحملة الانتخابية إلا في مرحلة متأخرة جدا.
1 أغسطس/آب 2017: أنطوني سكاراموتشي، مدير الاتصالات في البيت الأبيض
أعلن البيت الأبيض إقالة أنطوني سكاراموتشي من منصبه، وذلك بعد أيام فقط من تعيينه. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن سكاراموتشي خسر منصبه بطلب من كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي قادما من وزارة الأمن الداخلي.
عين الخبير المالي النيويوركي في 21 يوليو/تموز مكان راينس بريبوس، وخلال أيام كان كل الاهتمام ينصب على سكاراموتشي نجم البرامج التلفزيونية الليلية بستراته الأنيقة ونظاراته وشعره الأملس المسرح إلى الخلف، صمد الرجل أقصر فترة في ولاية ترمب، وهي عشرة أيام.
31 يوليو/تموز 2017: راينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض
أقال ترمب كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس كبير موظفي إدارته، وكان يفترض أن تقوم هذه الشخصية المجهولة، الرئيس السابق للجنة الوطنية للجمهوريين، بإدارة البيت الأبيض وضبط الدخول إلى مكتب ترمب.
لكنه لم يتمكن من إدارة الرئيس نفسه، وبالتالي فشل في أي محاولة لضبط الفوضى التي تعصف بالجناح الغربي بالبيت الأبيض. ولأنه حليف مقرب إلى سبايسر، تعرض بريبوس لسقوط مؤلم عندما عين ترمب سكاراموتشي مديرا جديدا للإعلام.
وصف سكاراموتشي بريبوس علنا بأنه مصاب بالهوس وانفصام الشخصية، وعندما لم يدافع ترمب عن بريبوس، غادر الأخير البيت الأبيض في 31 يوليو/تموز بعد 189 يوما على دخوله.
21 يوليو/تموز 2017: شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر استقالته بعد اعتراضه على تعيين أنتوني سكاراموتشي مديرا للاتصالات.
بدأت مشكلات سبايسر عندما سأله الدفاع عن تأكيدات غير صحيحة لحجم الحشود التي حضرت مراسم تنصيب ترمب. وصف سبايسر الحشد بأنه الأكبر على الإطلاق في مراسم تنصيب الرؤساء. لكن صورا التقطت من الجو أظهرت بوضوح أن الحشد أقل بكثير من ذاك الذي حضر مراسم أداء أوباما القسم لولايته الأولى في 2009. خسر سبايسر على الفور المصداقية لدى وسائل الإعلام.
أصبح سبايسر سريعا الهدف المحبب من بين موظفي البيت الأبيض للسخرية في برنامج ساتردي نايت فيفر حيث تلعب دوره الممثلة الكوميدية مليسا ماكارثي وتصوره ساذجا سريع الغضب.
سبايسر الذي كان يدرك ما يبدو أن أيامه معدودة، صد الأسئلة المتعلقة بالتصريحات الأكثر استفزازا للرئيس بقوله إلى وسائل الإعلام التغريدة تتحدث عن نفسها، سأمضي قدما. وبمغادرته البيت الأبيض في 21 يوليو/تموز يكون قد صمد 181 يوما. وغادر عندما عين أنطوني سكاراموتشي مديرا للإعلام في البيت الأبيض.
09 مايو/أيار 2017: جيمس كومي، مدير أف بي آي
أقال ترمب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي المكلف بالتحقيق في التدخلات الروسية المحتملة بـالانتخابات الأميركية. بينما بدا للجميع أن العلاقة تسير على تناغم تام بين كومي والإدارة الجديدة للبيت الأبيض، خاصة أنه أمر بفتح تحقيق في قضية البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون التي كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزها بالرئاسيات قبل الاستحقاق الرئاسي بأيام قليلة.
وقال ترمب إن مدير أف بي أي لم يعد قادرا على إدارة المكتب بفاعلية وقال في رسالة إلى كومي نشرها البيت الأبيض من الضروري أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادي تستعيد الثقة العامة في مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون.
مايو/أيار 2017: أنجيلا ريد، كبيرة فريق المراسم المنزلية
كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن ترمب فصل كبيرة فريق المراسم المنزلية في البيت الأبيض أنجيلا ريد، لتأييدها لمرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون.
13 فبراير/شباط 2017: مايكل فلين مستشار الأمن القومي
دافع ترمب بثبات عن مستشاره للأمن القومي، رغم أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أقاله من منصبه مديرا للاستخبارات الدفاعية، ولم يكن يحظى بثقة كبيرة في دائرة الاستخبارات.
وفي منتصف فبراير/شباط وبعد أقل من شهر من تعيينه استقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين بعد أربعة أيام من كشف اتصالات أجراها مع روسيا. وهكذا بقي فلين في منصبه 22 يوما فقط.
30 يناير/كانون الثاني 2017: سالي يايتس وزيرة العدل بالوكالة
في الأيام الأولى من تسلمه السلطة أقال الرئيس دونالد ترمب وزيرة العدل بالوكالة سالي يايتس لرفضها الدفاع عن قراره التنفيذي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أميركا.
30 يناير/كانون الثاني 2017: دانيال راغسديل مسؤول إدارة الهجرة والجمارك
بعد أقل من ساعة من إقالة وزيرة العدل، أقال ترمب المسؤول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل.
شخصيات أخرى
من الشخصيات الأخرى التي غادرت البيت الأبيض في الأشهر السبعة الأولى لترمب: ديريك هارفي المستشار في مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، ومايك دوبكي مدير الإعلام بداية ولاية ترمب، وكي تي ماكفارلاند نائب مستشار الأمن القومي، وكايتي والش المسؤولة الثانية في فريق بريبوس، وكريغ دير المدير في مجلس الأمن القومي لشؤون نصف الأرض الغربي.
كما استقال منتصف أغسطس/آب 2017، الأعضاء الـ17 في لجنة الفنون والإنسانيات، وهي هيئة استشارية في البيت الأبيض تتولى ميلانيا ترمب زوجة الرئيس الأميركي رئاستها الشرفية.
ووصف المستشارون المستقيلون تعليقات ترمب على أحداث تشارلوتسفيل بالخطاب الحقود، وقالوا إنه لا يمكنهم تجاهل هذا الخطاب.
وكان أعضاء في هيئتين استشاريتين أخريين، هما لجنة مبادرة الوظائف الصناعية ولجنة منتدى الاستراتيجيات والسياسات استقالوا قبل ذلك احتجاجا على موقف ترمب المتراخي من اليمين المتطرف. انتهى /خ.
اضف تعليق