بعد أكثر من 50 عاما على اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي في مدينة دالاس، بولاية تكساس، سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر آلاف الوثائق السرية المتعلقة بملابسات الاغتيال. وينتظر المؤرخون وأصحاب نظريات المؤامرة، يوم الخميس، بفارغ الصبر لرفع السرية، عن أكثر من ثلاثة آلاف وثيقة، تتعلق بذلك اليوم المفصلي، من تاريخ الولايات المتحدة.
ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة على تويتر السبت، قال فيها "سأسمح بصفتي رئيسا بفتح ملفات جي إف كي (جون فيتزجيرالد كينيدي) التي بقيت مجمدة لفترة طويلة ومصنفة سرية للغاية، ما لم تسلم معلومات جديدة".
وسمح ترامب بنشر آلاف الوثائق السرية المتعلقة باغتيال الرئيس السابق جون كينيدي بعدما بقيت سرية لأكثر من خمسين عاما ما غذى الكثير من نظريات المؤامرة.
وتم اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1963 في دالاس. ويعد هذا الاغتيال لحظة مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة، إذ غذى نظريات المؤامرة منذ عقود. ويشكك كثيرون في أن لي هارفي أوزوالد هو وحده المسؤول عن عملية القتل.
صورة يظهر فيها جون كينيدي وزوجته جاكي قبيل اغتيال الرئيس الأمريكي يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1963 في دالاس، ولاية تكساس. © صورة لفيكتور هوغو كينغ/مكتبة الكونغرس الأمريكي.
وألهمت هذه التكهنات المخرج الأمريكي أوليفر ستون الذي أعد فيلما بعنوان "جي إف كي" في 1991. وفي مواجهة الجدل العام صدر قانون في 1992 يفرض نشر كل هذه الوثائق مع إبقاء بعضها سريا حتى 26 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
ويمكن للرئيس الأمريكي أن يقرر إبقاء بعض الوثائق سرية لأسباب أمنية. وهذا الخيار أكد ترامب أنه يحتفظ به في تغريدة وشدد عليه مسؤول في البيت الأبيض بعد ظهر السبت.
وذكر المسؤول في البيت الأبيض أن "الرئيس يعتبر أنه ينبغي إفساح المجال للاطلاع على هذه الوثائق من أجل شفافية كاملة إلا إذا أدلت أجهزة (الاستخبارات والأمن) بتبرير واضح ومقنع يرتبط بالأمن القومي أو بحفظ النظام".
ترامب يواجه ضغوطا
ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن أعضاء في الإدارة أن ترامب يتعرض لضغوط خصوصا من قبل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليمنع نشر بعض الوثائق، خصوصا تلك التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي لأنها تتضمن أسماء عملاء ومخبرين ما زالوا يعملون فيها.
"لا أسرار كبيرة"
وتحفظ في "الأرشيف الوطني" الأمريكي في واشنطن خمسة ملايين وثيقة تقريبا جاء معظمها من الاستخبارات والشرطة ووزارة العدل. وتقول هيئة الأرشيف الوطني إن 88 بالمئة من هذه الوثائق نشر و11 بالمئة تم نشره بعد حجب فقرات منها.
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن 3100 وثيقة ستنشر الخميس إلى جانب عشرات الآلاف من الوثائق التي حجبت فقرات فيها من قبل.
وفي أوج الحرب الباردة سبب اغتيال الرئيس البالغ من العمر 46 عاما صدمة عميقة وأطلق نظريات عديدة ما زالت متداولة حتى الآن... بدءا من تورط الاتحاد السوفياتي إلى كوبا.
ونشر نحو أربعين ألف كتاب عن جون كينيدي في الذكرى الخمسين لاغتياله في 2013. وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب أن 61 بالمئة من الأمريكيين حينذاك يعتقدون أن أوسوالد الذي قتل بعد يومين فقط على اغتيال كينيدي القاتل الوحيد. وهذه أدنى نسبة خلال خمسين عاما.
ترامب ونظرية المؤامرة
يأمل البعض في أن يضع نشر هذه الوثائق حدا لأكثر الفرضيات جنونا. لكن التكهنات يمكن أن تطلق من جديد إذا أبقيت وثائق تحت السرية.
وصرح جون تانهيم تاذي الذي شارك في لجنة أنشئت لمناقشة القضية في الكونغرس في تسعينيات القرن الماضي، لصحيفة "دالاس مورنينغ" أن "كل شيء يجب أن ينشر".
وقال "لا أعتقد أننا نعرض أحدا للخطر لوقائع تعود إلى الخمسينيات والستينيات"، وأضاف "لا أعتقد أن هناك أسرارا كبرى" ستكشف بنشر الوثائق.
وكان ترامب نفسه شارك في دوامة التكهنات مؤكدا خلال حملته لانتخابات الحزب الجمهوري لمرشحه إلى الرئاسة، أن والد عضو مجلس الشيوخ تيد كروز أحد خصومه ويتحدر من أصول أمريكية لاتنية، شوهد بحضور لي هارفي أوسوالد قبل اغتيال كينيدي.
وذكر ترامب حينذاك في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" نقل خلالها معلومات نشرتها صحيفة "ناشيونال أنكوايرر" عن رافايل كروز "ماذا كان يفعل مع لي هارفي أوسوالد قبل الاغتيال تماما؟ هذا أمر رهيب".
ورد تيد كروز حينذاك باستياء "هذا الرجل مريض بالكذب".
وعلق النائب الديمقراطي آدم شيف على إعلان ترامب موافقته على نشر الوثائق. وقال "هل هذا يعني أنه ستكشف أسرار عن والد تيد كروز؟". انتهى/خ.
اضف تعليق