قال بوعبد الله غلام الله، رئيس أعلى هيئة رسمية للإفتاء بالجزائر، امس الإثنين، إن التيار السلفي "أدخل فساداً فكرياً" إلى البلاد بعد تعايش طويل بين المذاهب يعود إلى ما قبل الحقبة العثمانية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري (تابع للرئاسة)، على هامش ملتقى دولي بالعاصمة تحت عنوان "تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية". بحسب الاناضول.
ورداً على سؤال بشأن وجود صراع مذاهب في الجزائر، قال "التيار السلفي هو الذي أدخل الفساد الفكري إلى الجزائر".
وأوضح أن المذهبين المالكي والإباضي "تعايشا في وفاق قبل دخول العثمانيين، ولم يعرفا أي صراع بينهما وتواصل هذا التعايش بعد إدخال العثمانيين (1518/1932)، للمذهب الحنفي والسبب أنه في تلك الفترة كان الدين لله والوطن للجميع".
ودعا غلام الله إلى "نشر ثقافة التسامح بين مختلف المذاهب الفقهية، التي تتفق في شهادة الإيمان والإسلام، رغم اختلافها في الآراء".
ولم يصدر أي رد من جانب السلفيين بشأن الاتهامات الموجهة إليهم.
ويعد المذهب المالكي الأكثر انتشاراً في الجزائر، فيما يعتمد التيار السلفي في أغلب القضايا الدينية على الآراء المأخوذة من المذهب الحنبلي.
وتشهد الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، جدلاً متواصلاً تثيره فتاوى وتصريحات لشيوخ التيار السلفي وسط دعوات من المسؤولين إلى احترام المرجعية الدينية للبلاد.
ونهاية مارس/ آذار الماضي نشر الداعية السلفي الجزائري البارز محمد علي فركوس، "فتوى" اعتبر فيها تيارات مثل الصوفية والشيعة والإخوان والأشاعرة ودعاة الديمقراطية خارج نطاق "أهل السنة".
وأثارت الفتوى جدلاً واسعاً في البلاد، ووصفها وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بأنها تروج لأفكار "منحرفة" وقال إن "الدولة ستتولى مواجهة هذه الأفكار".
ولا توجد أرقام محددة لأعداد أتباع التيار السلفي في الجزائر، فيما تقدر وسائل إعلام محلية بأنهم يديرون نحو 20 في المئة من مساجد البلاد التي يفوق عددها 15 ألف مسجد. انتهى/خ.
اضف تعليق