حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، من أن موجة الانفجارات التي تضرب أفغانستان مؤخرا ويتبناها تنظيم داعش، محاولة من التنظيم لإفساد المصالحة مع طالبان بعد نجاح وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام مع الحكومة.
وقالت الصحيفة، هاجم مسلحون مبنى حكومياً أمس الأربعاء في مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل في أحدث سلسلة من الهجمات المميتة التي تشهدها البلاد منذ منتصف يونيو الماضي، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن معظم الأدلة تشير إلى تنظيم داعش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولون وشهود عيان قولهم، إن الهجوم الذي وقع صباح الأربعاء في مبنى مكتظ بالمؤسسات التعليمية في العاصمة الإقليمية ترك عشرات من المسؤولين والزائرين محاصرين لساعات.
وجاء هجوم الأربعاء بعد يوم واحد من تفجير انتحاري في جلال آباد، تبناه تنظيم داعش، قتل 12 شخصا، بما في ذلك العديد من الأطفال الذين كانوا يعملون في غسيل السيارات، حيث فجر المهاجم نفسه بالقرب من محطة وقود، مما تسبب في اندلاع حريق كبير، ومن بين القتلى شخصان يعملان لحساب وكالة الاستخبارات الوطنية.
وقعت موجة الهجمات في منطقة جلال آباد ومحافظة نانجاهار في الوقت الذي صعدت فيه قوات العمليات الخاصة الأمريكية والأفغانية من حملتها المشتركة لمكافحة الإرهاب ضد المجموعة التي تتخذ من الغرب مقرا، وتسيطر على عدة مناطق في نانجهار بالقرب من الحدود الباكستانية.
ويأتي ذلك أيضا مع تزايد الآمال في المفاوضات والمصالحة مع طالبان، بعد نجاح وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بين الحركة، والحكومة، في محاولة لإفساد تلك الجهود واستمرار الحرب
وخلال الهدنة التي دامت ثلاثة أيام، وبعدها بفترة قصيرة، شن تنظيم داعش هجومين قاتلين في نانجاهار، وكلاهما استهدفا التجمعات أو المواقع التي التقى فيها مسؤولون حكوميون وشيوخ ورجال دين، وقوات الطالبان المحلية للحديث لأول مرة منذ 17 عام.
وفي السادس عشر من يونيو، قُتل 26 شخصًا في هجوم على تجمع واحد في مقاطعة رودات، حيث يحتفل قادة طالبان وزعماء محليون بعطلة عيد الفطر، وقال مسؤولون إن المتفجرات كانت مخبأة في سيارة قرب موقع الاجتماع.
وفي 1 يوليو، أسفر تفجير انتحاري في جلال آباد عن مقتل 19 شخصاً على الأقل، معظمهم أعضاء في السيخ كانوا يسافرون في سيارة إلى اجتماع مع غاني، واحد من القتلى هو أتوار سينغ خالسا ، مرشح للسيخ في الانتخابات البرلمانية التي سوف تجري في أكتوبر.
وقال محللون إن تصاعد الهجمات التي يشنها داعش في جلال آباد يشير إلى أنه قرر الرد بقوة على الزخم الوطني المتنامي للسلام مع طالبان، وإظهار قوته المستمرة لضرب العاصمة الإقليمية بعدما دفعتها القوات الأمريكية والأفغانية، خارج معاقلها الحدودية الأصلية.انتهى/س
اضف تعليق