نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تطرقت من خلاله إلى تأثيرات قمة هلسنكي على الأوضاع في سوريا. ويعد مستقبل سوريا إحدى المواضيع، التي وضعت على طاولة الحوار. خصوصا ما يتعلق بساعدة روسيا للولايات المتحدة الأمريكية على الحد من النفوذ الإيراني.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن قمة هلسنكي قد تحدد مستقبل سوريا. ومن أولويات ترامب في القمة؛ الحد من النفوذ الإيراني في سوريا وإجبار الميليشيات الشيعية على الانسحاب من الأراضي السورية. ولتحقيق ذلك، يحتاج الرئيس الأمريكي لمساعدة روسيا. ومقابل الحصول على الدعم الروسي، قد يتخلى ترامب عن شمال سوريا.
وفي هذا الصدد، أفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون أن "إجراء مفاوضات بشأن انسحاب الميليشيات الإيرانية من الأراضي السورية يعد خطوة إيجابية".
وأكدت الصحيفة أنه من غير الواضح إن كان بوتين قادرا بالفعل على إرجاع إيران إلى حجمها الطبيعي وبالتالي الحد من نفوذها لاسيما وأن الميليشيات الإيرانية ساهمت بشكل كبير في الانتصار، الذي حققته روسيا في الحرب السورية، علاوة على أن الوحدات الإيرانية لازالت إلى حد اليوم تحارب ما تبقى من قوات المعارضة المسلحة.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ أن أراد تنظيم الدولة احتلال شمال سوريا بشكل عنيف، شيدت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 10 قواعد عسكرية وأعلنت عن دعم قوات سوريا الديمقراطية. وفي الوقت الراهن، يمتد نفوذ هذه القوات من الفرات إلى الحدود العراقية، وذلك بفضل الدعم الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن منطقة شمال سوريا تعد منطقة إستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نظرا لأنها تملك أكبر مخزون من النفط والغاز في سوريا. من هذا المنطلق، تعتبر هذه المنطقة ورقة ضغط في يد الولايات المتحدة الأمريكية عند التفاوض بشأن مستقبل سوريا. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي هدد في العديد من المناسبات بسحب قوات بلاده من سوريا، إلا أن ذلك لم يحدث على أرض الواقع إلى حد الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية يعد سيناريو كارثيا للغاية بالنسبة لشمال سوريا. ولعل ما حدث في درعا يعد خير دليل على ما يمكن أن يخلفه تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم الميليشيات المسلحة من تداعيات كارثية. وفي شهر حزيران/يونيو، أبلغت السفارة الأمريكية بالأردن الميليشيات المسلحة بأنهم لن يتلقوا أي دعم في حال شن النظام السوري وحليفه الروسي هجوما عليهم. ونتيجة لذلك، شن النظام السوري هجوما عنيفا على مدينة درعا، مما دفع بالأهالي إلى الهروب.
وأوضحت الصحيفة أنه في مطلع شهر تموز/يوليو، أبرمت قوات المعارضة اتفاقية سلام مع الروس تتولى بموجبها الشرطة العسكرية الروسية تسيير شؤون مدينة درعا. في ظل هذه الظروف، تمثل الهزيمة سيناريو مرعبا بالنسبة للمعارضين. وفي هذا الإطار، قال أحد الأهالي إن "موجة من الاعتقالات ستنطبق مثلما حدث في بقية المناطق. لذلك، نخشى من العودة إلى ديارنا ومن فقدان الحرية".
وأفادت الصحيفة أن أهالي شمال سوريا يشعرون بالتفاؤل. في هذا السياق، صرح أحد قيادات قوات سوريا الديمقراطية، يدعى عمر، لصحيفة فيلت قائلا: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تشيد الكثير من القواعد لتختفي بعد ذلك، بل ستبقى هنا إلى أجل غير محدود". ومن وجهة نظر قوات سوريا الديمقراطية، لا تخلف سياسة ترامب الخارجية أية عواقب سلبية.
ونقلت الصحيفة على لسان المحلل لدى المركز الأمريكي للأمن الجديد، نيكولاس هيراس أن "الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى ببساطة عن شمال سوريا، بل ستؤجل سحب قواتها لأطول فترة ممكنة". وفي السياق ذاته، تابع هيراس أن "قوات سوريا الديمقراطية تعلم أنها لا تستطيع أن تثق في حكومة ترامب. وفي المقابل، لم يبق لها سوى بديل واحد، ألا وهو دمشق".
وفي الختام، بينت الصحيفة أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعرب خلال حوار تلفزيوني عن استعداده للتفاوض مع قوات المعارضة، لكنه هدد في الوقت نفسه بالعنف في حال لم تكن المفاوضات على النحو المنشود. وفي هذا الإطار، أورد القيادي بقوات سوريا الديمقراطية عمر أن "الأسد يقدر على قول الكثير، لكن الأمر ليس سهلا". وأردف عمر قائلا: "نحن جيش كبير مسلح ونسيطر على عدد كبير من المدن. ومن المتوقع أن تندلع حرب أهلية دموية جديدة". انتهى/خ.
اضف تعليق