انتقد مقال بموقع "إنترسبت" وزارة العدل الأميركية لعدم نشرها نبأ توجيه المدعي العام بولاية ميريلاند تهما ضد الموظف بخفر السواحل الملازم السابق في قوات المارينز بول هاسون بالتخطيط لأعمال إرهابية، بينما اعتادت الإسراع في نشر الأنباء عن الحوادث التي يُتهم فيها مسلمون.
ووصف المقال الوزارة بأنها تحب نشر عمليات اعتقال الإرهابيين المزعومين من المسلمين وغيرهم من الأقليات، بينما لا تفضل نشر الأخبار المماثلة إذا تعلقت بالبيض.
وقال الكاتب مرتضى حسين إن قسم العدالة عادة لا يخجل من نشر الأخبار عن العمليات "الإرهابية" المزعومة ضد المسلمين، لكنه تأخر وكشف أمس فقط عن مؤامرة "متطرفة" عنيفة خطط لها أبيض كانت ستؤدي إلى قتل مدنيين أبرياء على نطاق لم يسبق له مثيل في الولايات المتحدة.
مخطط غير مسبوق
وكشف الادعاء العام أن هاسون تبنى منذ سنوات أفكارا عنصرية متطرفة تؤمن بتفوق البيض وبالعنف لمواجهة العولمة التي يراها تهديدا وجوديا للعرق الأبيض، ووصفته عريضة الاتهام بأنه "إرهابي أميركي" كان يخطط لقتل مدنيين أبرياء على نطاق واسع لم يسبق له مثيل.
وقد صدر قرار بحبس هاسون 14 يوما على ذمة التحقيق، في حين تدرس الحكومة توجيه تهم إليه ذات صلة بالإرهاب.
وكشفت التحقيقات أن هاسون أبدى في رسالة إلكترونية رغبتَه في القيام بهجوم بيولوجي. كما ضبطت في حاسوبه قائمة أهداف لهجمات محتملة على شخصيات أغلبها من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، إضافة إلى إعلاميين وشخصيات بارزة.
نشرته جهة غير معنية
وأوضح الكاتب حسين أنه بدلا من نشر الجهة الحكومية المعنية بيانا للجمهور، انتشر الخبر من خلال خدمة تويتر من سيمس هاغز نائب مدير "مركز البرنامج حول التطرف" بجامعة جورج واشنطن، وهو مركز أبحاث لمكافحة "الإرهاب" يوجد مقره بالعاصمة واشنطن.
ونشر هاغز الوثائق مع التهم الموجهة ضد هاسون، التي تم إرسالها -على ما يبدو- من الادعاء إلى المحكمة.
وعلق مرتضى بأن صمت الإدارة الأميركية سلوك نمطي، مضيفا أن دراسة نشرها معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم في واشنطن العام الماضي، أظهرت أن وزارة العدل تنشر في العادة أنباء عن مؤامرات مزعومة تتعلق بمسلمين ست مرات أكثر من غير المسلمين، مؤكدا أن البيانات الصحفية تتسم بأهمية خاصة لأنها تميل إلى إطلاق تغطية إخبارية ووعي عام بالحالات.
حتى الإعلام لم يهتم
وأشار مراسل الجزيرة في واشنطن مراد هاشم إلى أنه رغم خطورة التهم الموجهة لهاسون، فإن كثيرا من وسائل الإعلام الأميركية -خصوصا المحافظة- لم تبد اهتماما كبيرا بقضيته، على النحو الذي تبديه حينما يكون المتهم مسلما أو من الأقليات.
يُذكر أن اعتقال بول هاسون يتزامن مع تنام ملحوظ في معدلات الجرائم المنسوبة لمن يعرفون "بالنازيين الجدد" في الولايات المتحدة، التي تصاعدت خاصة بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم.
اضف تعليق