تواصل الصحف التركية اهتمامها بأنباء التوصل إلى اتفاق النخبة الحاكمة في تركيا مع إسرائيل لتطبيع العلاقات في كافة المجالات، في ظل ما تعانيه الحكومة من توتر في العلاقات مع دول الجوار المباشر وغير المباشر، وتراجع واضح في الموقف من الحصار المفروض على قطاع غزة.
وترى الكاتبة الصحفية، سفجي أكار تشيشما، أن مواد الاتفاق الإسرائيلي_ التركي، الذي سربته مصادر إسرائيلية للإعلام، من أهم التطورات التي شهدتها الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين وفي ظل الأزمة كانت مستمرة بشكل وصفته بـ"الغريب"، ولم يتحدث أحد عن هذه التجارة الواسعة بين تركيا وإسرائيل.
وأشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي سرب مواد الاتفاق والتي تتضمن إنشاء صندوق للتعويضات بقيمة 20 مليون دولار عن ضحايا سفينة "مافي مرمرة"، وتتنازل تركيا عن كل الدعاوى المنبثقة عن الحادث، وإعادة تبادل السفراء بين البلدين، وإبعاد عضو حركة حماس "صالح العاروري"، إلى خارج تركيا، ثم البدء بمباحثات تمديد أنابيب الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى تركيا.
واعتبرت الكاتبة الصحفية التركية في مقال نشر، الأربعاء، في صحيفة "زمان"، أن النخبة الحاكمة في تركيا تقوم بإرسال الناس إلى الموت على مرأى ومسمع من العالم في إطار العناد والخصومة، وتمارس سياسة العبث.
وأشارت إلى أن شرط رفع الحصار عن غزة، كان يبدو من البداية أنه غير واقعي، ويفوق الإمكانيات التي تمتلكها تركيا.
وأضافت أن النخبة الحاكمة وأصحاب الأقلام المأجورين من قبل الحكومة كانوا يتنافسون بالأمس على مقاطعة إسرائيل، أصبحوا اليوم يبحثون عن الحجج التي تبيح بل تدعم تحسين العلاقات مع "إسرائيل"، مشيرة إلى تصريح أحد أبرز المسؤولين في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، "عمر تشيليك" قد قال "إسرائيل وشعبها صديقان لنا".
ووصفت الكاتبة الصحفية السياسة الخارجية، بـ"الخطيرة" لدولة غير طبيعية، في ظل ذلك الصمت الغريب تجاه تغيير المسار إلى الاتجاه المعاكس تماما، فكم من مواقف مضطربة للنخبة الحاكمة شائكة يقبلها المجتمع دون أي اعتراض منذ عمليات الكشف عن فضيحة الفساد في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013 حتى الآن.
من جانبه، أشار الكاتب الصحفي التركي، جمالي أونال، في مقال نشر له أمس، إلى أن النخبة تسعى إلى البحث عن سبيل للخروج من أزماتها عبر تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بعدما تقطعت بها السبل بسبب الفشل الدبلوماسي المتوالي في علاقاتها مع كل من سوريا وروسيا وإيران والعراق.
ولفت إلى أنه وخلال الفترة البالغة خمسة أعوام، لم تخل مناسبة أو محفل إلا وتحدث فيه سياسيو "العدالة والتنمية" وفي مقدمتهم أردوغان عن إسرائيل وانتقدوها بأشد العبارات. بل اتهموا كل حركة معارضة لهم بالتأييد والمولاة لإسرائيل، ووعدوا الشعب في الميادين الانتخابية بأنهم سيحاسبون إسرائيل على ما فعلت بأطفال غزة الأبرياء، لدرجة أنه تم استصدار "نشرة حمراء" من المحاكم بخصوص الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا 10 أتراك كانوا على ظهر سفينة "مافي مرمرة". إلا أن هذه النشرة ظلت كقرار محكمة ليس إلا، ولم تدخل حيز التنفيذ بأي شكل من الأشكال.
اضف تعليق