هل يطرد الرئيس الأميركي باراك أوباما فيما تبقى من أشهر على ولايته الرئاسية الأخيرة، من ذهنه الرغبة في ترك إرث شخصي لمن يخلفه على سدة الحكم؟ وهل يقرّ بأن مصلحة الولايات المتحدة ليست في الحفاظ على وجود عسكري في أفغانستان والشرق الأوسط فحسب، بل في تعزيزه لمواجهة الخطر المتعاظم من تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وحركة طالبان؟ وهل يعترف بأن "طوفان الحرب" لم ينحسر بل يعلو ويزداد عنفوانا؟
ثلاثة أسئلة اعتبرتها صحيفة واشنطن بوست من أهم الأسئلة التي تشغل بال أوباما حاليا. وأوردت في مقال للكاتب جاكسون دايهل أن أوباما ظل يردد دون كلل أو ملل قبل أربعة أعوام أثناء حملته لإعادة انتخابه لولاية ثانية، أن "طوفان الحرب ينحسر".
وحتى وقتها بدا ذلك الشعار بعيدا عن الواقع، ليس لأن القتال كان يحتدم في أفغانستان دون أن تلوح نهاية له في الأفق، بل لأن سوريا والعراق وليبيا كانت تنزلق جميعها نحو حرب أهلية.
وظل أوباما متمسكا بذلك الشعار حتى بات أحد ملامح سياسته الخارجية الثابتة، على الرغم من الوقائع التي تجافيه على الأرض، برأي المقال.
وقالت الصحيفة إن الرئيس تخلى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن خطته لتقليص عدد القوات الأميركية في أفغانستان البالغ قوامها 9800 جندي، إلى قرابة الألف بحلول يناير/كانون الثاني. وفي الشهر الماضي أعطى الإذن للقادة العسكريين بمهاجمة أهداف لتنظيم داعش وتنظيم القاعدة.
وفي العراق، سمح أوباما بزيادة عدد القوات الأميركية بهدوء لتصل إلى 3700 جندي، بما في ذلك نشر قوات خاصة في سوريا. وفي ليبيا، يواجه أوباما خيارا آخر حيث يعتقد مستشاروه للأمن القومي أن تحركا عاجلا بات ضروريا للتصدي لتنظيم داعش الذي يتجذر هناك.
فكيف لأوباما أن يتدبر الأوضاع في تلك الدول الثلاث؟ تتساءل واشنطن بوست، قبل أن تجيب قائلة إن سبع سنوات من الشواهد توحي بأنه سيُعدل من مقترحات القادة العسكريين وسيقر فقط خطوات متدرجة في هذا الشأن.
وخلصت إلى أن المشكلة -وبخاصة فيما يتعلق بخليفة أوباما- تكمن في أن قرارا حاسما لن يتسنى إرجاؤه لعام آخر، لا سيما في أفغانستان، على حد تعبير الصحيفة الأميركية.
اضف تعليق