تواردت العديد من الأنباء أخيرا التي تؤكد استخدام تنظيم( داعش) الإرهابي أسلحة كيميائية في العراق وسوريا مما يطرح أسئلة كثيرة بشأن مصادر حصول التنظيم علي هذه الأسلحة,وما يمكن أن يمثله هذا التطور من مخاطر انتقال عدوي استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية بين التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وغيرها.
جون برينان مدير المخابرات الأمريكية( سي أي ايه) أكد أخيرا أن تنظيم داعش الإرهابي استخدم أسلحة كيميائية في ميدان المعركة بالعراق وسوريا, جاء ذلك بعد أيام قليلة من تصريحات جيمس كلابر مدير مجتمع المخابرات الأمريكية أمام لجنة الكونجرس الأمريكي والتي قال فيها إن داعش استخدمت أسلحة كيميائية سامة مثل غاز الخردل خاصة خلال حربها علي منطقة كوباني الكردية بسوريا في أغسطس عام.2015 وهذه ليست الاتهامات الأولي الموجهة لداعش, ففي أوائل عام2015 أفاد الصحفي الأمريكي آدم ويثنل أن داعش استولت علي مواد مشعة من المرافق الحكومية بالعراق وأن لديها القدرة علي تصنيع قنبلة كبيرة ومدمرة وذلك وفقا لتقديرات المخابرات الاسترالية.
وذكر مراسل الحرب البريطاني جون كانتيل أن داعش تمتلك بلايين الدولارات في البنوك وأنها من الممكن أن تتفق مع عناصر إرهابية في باكستان للحصول علي أسلحة نووية.
داعش ليست الجماعة الإرهابية الأولي المهتمة بشراء واستخدام المواد الإشعاعية والنووية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية فهناك عدد من الجماعات المتطرفة استخدمتها مثل القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
ونقلت مجلة( فورين أفيرز) الأمريكية عن أبو بكر ناجي أحد الاستراتيجيين البارزين في الحركة الجهادية قوله "إن الجماعات الإرهابية تعلم جيدا أنها تخوض في صراع غير متكافئ مع الغرب, وأنها لايمكنها هزيمة العدو من خلال مواجهة عسكرية شاملة, ولذا فهي تحتاج لأسلحة نوعية تمكنها من تحقيق أهدافها من خلال إلحاق خسائر فادحة بالعدو".
وأكدت الأدلة التي تم العثور عليها عامي2001 و2002 في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان ان المنظمة الإرهابية كانت مهتمة بالحصول علي أسلحة كيميائية وبيولوجية وكانت تسعي لتصنيع القنبلة القذرة. وكتب سليمان ابو غيث المتحدث باسم تنظيم القاعدة عام2003 يقول "لدينا الحق في محاربتهم بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية وذلك في اشارة للغرب لنصيبهم بالأمراض القاتلة التي أصابت المسلمين بسبب استخدام الامريكيين للأسلحة البيولوجية والكيميائية في العراق".
وفي فبراير عام2003 حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي من أن تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية التابعة له تواصل تعزيز قدراتها لإنتاج أسلحة كيميائية لتحقيق خسائر كبيرة في الأرواح, وان القاعدة تمتلك القدرات( الخام) علي الأقل التي تمكنها من تصنيع هذه الأسلحة, ولكن تنظيم القاعدة لم يتمكن من الاستفادة كثيرا من أي أسلحة دمار شامل. ولكن حتي سبتمبر عام2010 نجد مايكل ليتر مدير المركز القومي الأمريكي لمكافحة الارهاب يقول إنه علي الرغم من النجاحات التي تحققت لمنع الارهابيين من تطوير أسلحة دمار شامل إلا أن مخاطر امتلاكهم لهذه الأسلحة لاتزال تمثل مصدر قلق بالغ للغرب.
وقال ليتر إن تنظيم القاعدة والتنظيمات المسلحة الأخري مازالوا يسعون للحصول علي هذه الأسلحة. وفي عام2015 حذرت روسيا من استخدام داعش للكلور وغاز الخردل في عملياته الإرهابية في الوقت الذي يتطلب فيه تصنيع هذه المركبات تكنولوجيات معقدة, وقال ميخائيل أوليانوف المتخصص في شئون حظر انتشار الأسلحة والرقابة عليها بوزارة الخارجية الروسية إن عصابات تنظيم داعش حصلت فعلا علي تكنولوجيات انتاج أسلحة كيميائية وأصبحت لديها القدرة علي تصنيع أسلحة كيميائية.
ويشير تقرير( فورين أفيرز) الى ان داعش كانت أكثر حظا من التنظيمات الإرهابية الأخري في الحصول علي المواد الكيميائية والبيولوجية من العراق خاصة في منطقة المثني, كما حصلت عليها من سوريا حيث كانت هناك أسلحة كيميائية لم يستطع الرئيس السوري تدميرها ووقعت في يد التنظيم الإرهابي.
وذكرت المجلة أن لدي داعش خبراء في هذه الأسلحة من جميع أنحاء العالم بينهم أشخاص كانوا يعملون مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين وآخرون يعملون في الجامعة الإسلامية في الموصل العراقية. وهناك هدف يربط بين جميع المنظمات الارهابية وهو نشر الارهاب علي نطاق واسع وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف الاعداء مما يثير مخاوف تعاون تلك المنظمات لتداول تلك الأسلحة فيما بينها خاصة مع إعلان عدد من المنظمات الإرهابية ولاءها لداعش مثل بوكو حرام في نيجيريا.
اضف تعليق