اكدت منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، ان طالبان قتلت ما لا يقل عن 13 شخصاً من جماعة الهزارة العرقية الشيعة، بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، في مقاطعة دايكوندي بوسط البلاد، بعد توليها السلطة في أفغانستان.
ووفقاً لتحقيق أجرته المنظمة، وقعت عمليات القتل في قرية كاهور بولاية دايكندي وسط أفغانستان في 30 آب.
وأوضح التحقيق، أنّ "11 من الضحايا من أفراد قوات الأمن الوطني الأفغانية الذين استسلموا للحركة، ومدنيان بينهما فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً".
وقالت منظمة العفو، إنّ "أعضاء قوات الأمن الوطني الأفغانية الذين قتلوا تتراوح أعمارهم بين 26 و 46 عاماً، وجميعهم من الهزارة الذين تعرضوا للاضطهاد خلال فترة حكم طالبان الأولى بين عامي 1996 و2001".
وأضافت المنظمة الدولية، أنّ "عمليات القتل هذه، جاءت بعد حوالي أسبوعين من سيطرة طالبان على أفغانستان في حملة خاطفة بلغت ذروتها بالاستيلاء على العاصمة كابول، حيث سعى قادة طالبان في ذلك الوقت إلى طمأنة الأفغان واعدين بعدم تطبيق نهج متشدد، كما كان عليه الحال إبان حكمهم للبلاد أواخر التسعينيات".
وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، إنّ "عمليات الإعدام بدم بارد (ضد الهزارة) هي دليل آخر على ارتكاب طالبان الانتهاكات المروعة نفسها التي اشتهروا بها خلال حكمهم السابق لأفغانستان"، وفق ما أورد موقع "الحرة".
ولم يعلق الناطقان باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد وبلال كريمي، على مكالمات أسوشيتدبرس.
وراقب العالم، ما إذا كانت طالبان ستفي بوعودها الأولية بالتسامح والمصالحة تجاه النساء والأقليات العرقية، بما في ذلك الهزارة الشيعة. لكن القرارات التي أصدرتها طالبان حتى الآن، مثل القيود المتجددة على النساء وتعيين حكومة كاملة من الرجال، قوبلت بفزع من قبل المجتمع الدولي.
يذكر أنّ عرقية الهزارة، تشكل حوالي 9 بالمائة من سكان أفغانستان، البالغ عددهم 36 مليون نسمة، وغالباً ما يتم استهداف أفرادها لأنهم شيعة في دولة ذات أغلبية سنّية.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال نزحت مئات العائلات التي تنتمي إلى أقلية الهزارة الشيعية في وسط أفغانستان منذ سيطرة طالبان على الحكم في كابول، مما عزز المخاوف من تجدد الاضطهاد ضد هذه الأقلية.
وكانت حركة طالبان، قد أصدرت خلال هذا الأسبوع، تحذيرات لسكان قريتي كندير وتاجبدار بمغادرة منازلهم في غضون 9 أيام.
وأكد سكان القريتين، أن "آلاف الأشخاص من 700 عائلة من الهزارة امتثلوا لأوامر طالبان وهربوا من منازلهم".
وفي الأسبوع الماضي، وجه الملا مسفير، حاكم طالبان في منطقة باتو في مقاطعة دايكندي، تحذيراً مماثلاً إلى قريتي شاغولجا وخرجاك، وأمر السكان بمغادرة منازلهم في غضون 5 أيام.
وذكر بعض السكان، أنّ "طالبان والأشخاص الذين يدعمونهم صادروا أيضاً ماشية ومحاصيل مثل القمح واللوز من أفراد طائفة الهزارة".
من جانبها، نفت طالبان إجلاء الهزارة بشكل غير قانوني، وقالت إنّ "ملكية الأرض التي تعيش عليها العائلات المتضررة محل نزاع قانوني، وهو ما يرفضه السكان المحليون".
اضف تعليق