نشرت الإندبندنت في نسختها الرقمية موضوعا لباتريك كوبيرن مراسلها لشؤون الشرق الأوسط بعنوان "بفضل التدخل البريطاني الأمريكي تنظيم القاعدة الأن يمتلك دولة صغيرة في اليمن في تكرار لسيناريو العراق وتنظيم داعش".
يقول كوبيرن إن ما جرى بسبب التدخل الأمريكي البريطاني في اليمن أدى لتكرار ما حدث في العراق بعد التدخل العسكري الغربي حيث انتهى المآل بسيطرة تنظيم داعش على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا وهو ما يتكرر في اليمن بعدما تمكن مقاتلو تنظيم القاعدة من تكوين دولة صغيرة هناك.
ويعتبر كوبيرن ان ذلك تكرار للفشل الأمريكي الغربي في مكافحة ما يسميه بالإرهاب خلال حقبة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
ويعتبر ان أهم الأسباب التى تؤدي لهذا الفشل المتكرر هو ان واشنطن ولندن وحلفائهما يعطون الاولوية للحفاظ على التحالف بينهم وبين السعودية وممالك الخليج.
ويشير كوبيرن إلى أن التدخل إلى جوار السعودية في اليمن أدى لنتائج كارثية فبدلا من الوصول للنتائج التى كان الغرب يخطط لها وصلت الاوضاع إلى حد الفوضى وتدمير حياة الملايين وخلق ظروف مثالية لانتشار وسيطرة الحركات السلفية الجهادية مثل تنظيمي القاعدة وداعش.
ويعرج كوبيرن على شرح ما جرى في اليمن للقاريء البريطاني ليخلص إلى ان عاما كاملا من القصف السعودي بدعم غربي لم يسمح لقوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بالسيطرة على العاصمة صنعاء التى لازالت في أيدي الحوثيين وانتهى الامر بتوقيع هدنة غير قابلة للاستمرار طويلا بين الطرفين.
ويؤكد كوبيرن أن الفائز الحقيقي من هذا الوضع هو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حيث كون دولة صغيرة تمتد لمسافة تزيد عن 600 كيلومتر مربع على السواحل الجنوبية للبلاد وتسيطر عليها حكومة منظمة وتحصل الضرائب والعائدات.
ويضيف أن التنظيم بعدما كان مختبئا لا يلاحظ نشاطه أحد بدأ حاليا في التمدد وتوسيع منطقة سيطرته تماما كما فعلها تنظيم داعش العام الماضي في العراق وسوريا.
ويقول كوبيرن إن عواقب التدخل السعودي في اليمن وصعود تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تم تجاهلها من قبل الحكومات الغربية والإعلام محذرا من ان هذه العواقب ستكون وخيمة وستتعدى حدود منطقة الشرق الأوسط.
اضف تعليق