العالم

التايم: الولايات المتحدة خسرت باكستان لصالح الصين

الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو برنامج للبنية التحتية بقيمة 62 مليار دولار. خ

أكد الكاتب الصحفي الباكستاني حسن علي إنه وبغض النظر عن موعد إجراء الانتخابات الباكستانية المقبلة ومن سيفوز، فمن الواضح أن أميركا تخسر في باكستان، وإن هناك إجماعا وسط الطيف السياسي الباكستاني على أن المستقبل لصالح الصين، وأن مستقبل باكستان يرتبط ببكين.

وقال علي، في مقال له بمجلة تايم (Time) الأميركية، أن العلاقات الباكستانية-الأميركية بلغت أدنى مستوى لها خلال حكم رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي اتهم واشنطن بالتآمر لإزاحته من منصبه.

وأضاف إن باكستان كانت في السابق أحد أقوى حلفاء واشنطن وشريكا موثوقا به في الحرب الباردة، لكن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي إلى آسيا لتعزيز العلاقات مع الحلفاء القدامى في القارة شملت اليابان وكوريا الجنوبية والهند واستثنت صديقا قديما آخر وهو باكستان، الذي قال الكاتب إن واشنطن ظلت تتنازل بشكل مطرد عنها للصين.

ولفت الكاتب الانتباه إلى الجولة التي قام بها وزير الخارجية الباكستاني المعين حديثا بيلاوال بوتو زرداري في الصين والتي وصف فيها الصين بأنها بلده الثاني.

وقال إن تراجع النفوذ الأميركي في باكستان قد عجّل بنهاية الحملة الأميركية على أفغانستان، والتي أدت إلى ظهور توترات طويلة الأمد بين البلدين إلى السطح، حيث حمّل كل جانب الآخر مسؤولية فشلها.

وأضاف أن باكستان تقول إن مشاركتها في الحرب بأفغانستان أودت بحياة 70 ألف شخص، وكبّدتها خسائر اقتصادية تجاوزت 150 مليار دولار، وجعلت نفسها هدفا "للتطرف" العنيف. وفي غضون ذلك، كانت الولايات المتحدة تلقي باللوم على الجيش الباكستاني والمخابرات الداخلية القوية في البلاد لإيوائها أسامة بن لادن في مخبأ في أبوت آباد، ومساعدة طالبان سرا على استعادة السيطرة على أفغانستان.

وأوضح أن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان تراجعت وتدهورت منذ الخمسينيات وأوائل الستينيات، عندما قدمت واشنطن لإسلام آباد ملايين الدولارات من المساعدات الخارجية كمكافأة على الانضمام إلى حملتها العالمية ضد الشيوعية، ثم علقت المساعدة كعقوبة على تقارب إسلام آباد مع مصر والصين في عام 1965.

وتحسنت العلاقات مرة أخرى في السبعينيات، عندما استخدمت إدارتا الرئيسين الأميركيين السابقين نيكسون وفورد باكستان كوسيط لتحسين العلاقات مع الصين، قبل أن تتوتر مرة أخرى في ظل إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر التي قطعت المساعدات العسكرية لمعاقبة باكستان على بناء منشأة لتخصيب اليورانيوم.

ومع تحول باكستان إلى خط أمامي في حملة واشنطن ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان، استقر التعاون بين الولايات المتحدة وباكستان مرة أخرى. ولكن عندما انتهت تلك الحرب في عام 1989، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على باكستان بموجب تعديل بريسلر لتخصيب اليورانيوم وسرعان ما خفضت مشاركتها في المنطقة. وأدى هذا إلى زرع بذور عدم الثقة بين الجانبين ودفع باكستان إلى تنمية علاقتها مع الصين.

لكن السنوات التي سبقت انسحاب أميركا من أفغانستان العام الماضي شهدت تباعدا تدريجيا بين الحلفاء القدامى، وتمحور باكستان الحاسم تجاه الصين، كما شهدت هذه السنوات تقرب الولايات المتحدة للهند.

من ناحية أخرى، فإن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو برنامج للبنية التحتية بقيمة 62 مليار دولار، ينشئ طريقا للتجارة والطاقة بين بحر العرب والصين عبر باكستان، ويجعل الصين محورا للتنمية الاقتصادية في باكستان.

وقال الكاتب إن اعتماد باكستان على الاستثمار الصيني واستياءها مما تعتبره ازدواجية أميركية يعني أنه لم يعد من المهم الآن من الذي يتولى زمام الحكم في إسلام آباد، إذ يلتزم جميع اللاعبين السياسيين الكبار والصغار بإعطاء الأولوية لعلاقة باكستان مع الصين على العلاقة مع الولايات المتحدة، والاختلاف الوحيد هو درجة استعداء الولايات المتحدة علنا.

المصدر: الجزيرة نت 

اضف تعليق