أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات السورية في جنيف مستمرة رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها، مؤكدا أن تحقيق تقدم يتطلب مشاركة كافة الأطراف المعنية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو اليوم الاثنين، إن الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيرا في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف بشكل مؤقت.
وأكد الوزير الروسي أن تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب ألا تعلق الأطراف المعنية مشاركتها فيها، مشيرا إلى أن تركيا هي التي لها تأثير حاسم على وفد الرياض للمعارضة السورية.
وقال لافروف إن موسكو تود أن تكتمل عملية صياغة الدستور الجديد لسوريا قبل أغسطس/آب المقبل، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي حدد مدة 6 أشهر لوضع الدستور كفترة مرجعية وتقريبية.
من جهة أخرى قال الوزير الروسي إن الولايات المتحدة لا تنفذ اتفاقا مع روسيا حول سحب المسلحين المعارضين من منطقة حلب، بما يسمح توجيه ضربات إلى الإرهابيين هناك.
وأضاف أن الجانب الروسي اتفق مع الأمريكيين على أن تستخدم واشنطن نفوذها بين "المعارضين الأخيار" قرب حلب لسحبهم من هناك لكي لا يعرقل أحد تدمير تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل لمدة شهرين.
وقال وزير الخارجية الروسي إن موسكو تقوم حاليا بجمع المعلومات حول تعاون "جبهة النصرة" مع التنظيمات التي أعلنت عن انضمامها إلى نظام الهدنة لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي من أجل تدقيق قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأكد لافروف أن الجماعات التي تتعاون مع "داعش" و"جبهة النصرة" لا يمكن أن تكون جزءا من الهدنة في سوريا.
وقال إن المبادرة الأمريكية الأخيرة حول تقسيم سوريا إلى "مناطق نفوذ" تمثل موقفا سطحيا إلى حد ما، مؤكدا أن مكافحة الإرهاب لا تزال الأهم في الأمر.
وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو وواشنطن اتفقتا على آلية للرقابة على وقف القتال في سوريا، مؤكدا أن قيادة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم تجري اتصالات مستمرة مع قادة العسكريين الأمريكيين في عمان، مما يسمح بحل مختلف المهمات على الأرض دون أي تسييس.
ودعا لافروف واشنطن إلى عدم نفي وجود التعاون بين عسكريي البلدين في سوريا لإرضاء بعض حلفائها في المنطقة، قائلا إن "النظام يعمل رغم محاولات البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية نفي وجود أي تنسيق بين عسكريينا، وإنهم يقولون إن كل الاتصالات مع القوات الجوية الفضائية تقتصر على منع وقوع حوادث".
وقال إن واشنطن ربما تخجل من التعاون مع موسكو، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي أساس للخجل لأن البلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب.
وأضاف الوزير الروسي أن موسكو تتلقى الكثير من الأسئلة حول تعثر عمل التحالف الدولي ضد "جبهة النصرة"، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يطرح هذه الأسئلة أمام الأمريكيين.
اضف تعليق