في مؤشر على كثرة التحركات السياسية سواء الغربية التي تقوم بها فرنسا، أو العربية التي أعلنت من قبل مصر مؤخرا، بهدف إطلاق عملية تسوية جديدة، لإقناع "إسرائيل" بالعودة لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، ذكرت تقارير إسرائيلية أن السعودية دخلت على الخط، وأرسلت لتل ابيب تعرض عليها تعديل "مبادرة السلام العربية"، بشأن قضيتي الجولان السوري المحتل، واللاجئين الفلسطينيين.
وبحسب العرض السعودي الجديد المغري المقدم للكيان الإسرائيلي، نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، عن مصادر غربية قولها إن السعودية ودولا خليجية نقلت رسائل إلى تل أبيب بشأن استعدادها لتعديل "مبادرة السلام العربية".
المصادر الغربية هذه قالت، حسب “القناة العاشرة”، ان رسائل بهذا الشأن نقلتها السعودية وبعض الدول الخليجية إلى الإسرائيليين عبر مبعوثين دوليين منهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وشملت الرسائل على أن الدول العربية المعنية تنتظر ردًا إسرائيليا رسميا على اقتراح التعديل، خاصة فيما يتعلق بإعادة هضبة الجولان وحق العودة المنصوص عليها في التسوية التي سميت زوراً بـ"مبادرة السلام العربية".
وذكرت القناة العاشرة أن مباحثات التعديل ستنطلق بقيادة مصرية فور حصول الدول العربية المذكورة على رد "إسرائيل" على أن يتم بالاعتماد على نتائجها، استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
وهنا لا بد إعادة التذكير بأن العرض السعودي جاء بعدما عرض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نفسه قبل أيام وسيطا لحل الصراع مع الصهاينة، وليس شريكا، خاصة وأنه بذلك قد تخلى عن مصطلح “الصراع العربي الإسرائيلي”، حيث أكد خلال افتتاح محطة الطاقة على أن هناك فرصة حقيقية لإقامة "سلام حقيقي" و"امن واستقرار" بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، اذا ما كان هناك تجاوب حقيقي مع الجهود العربية والدولية لاقامة تسوية، وأعلن عن استعداد مصر للعب دور بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذا الصدد.
ولا يعرف السبب في تسارع الدول العربية في هذا التوقيت على طلب استجداء "إسرائيل" لحملها على الدخول في مفاوضات سلام جديدة، في ظل توجه الحكومة الإسرائيلية أكثر نحو اليمين المتطرف، باستقدامها حزب “إسرائيل بيتنا” والتوجه لتعيين زعيمه إفيغدور ليبرمان وزيرا للأمن والجيش.
وبما يدل على رفض حكومة تل أبيب المقترحات السعودية والمصرية، فقد كشف زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوغ أن العملية السياسية التي عكف على إطلاقها خلال محادثاته الائتلافية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت تتجاوب لأول مرة مع بعض مركبات "مبادرة السلام العربية" وتطلق مفاوضات مع الدول المعنية.
ويمكن البناء على أن فشل جهود انضمام زعيم العمل لحكومة نتنياهو، واستبداله بليبرمان، على أنها دلالة على استمرار رفض "إسرائيل" لما يسمى بـ"المبادرة العربية للسلام"، التي أطلقتها السعودية وتبنتها الدول العربية في قمة لبنان عام 2002.انتهى/س17
اضف تعليق