استولت أوكرانيا على زمام المبادرة بهجومها على كورسك في وقت سابق من هذا الشهر، وهو الهجوم الذي دخل الآن أسبوعه الثالث، وأدى هذا التوغل في الأراضي الروسية الغربية إلى "صعق" عدد متزايد من الحلفاء الغربيين، فيما نقل الحرب إلى روسيا بطريقة درامية.

واستولت أوكرانيا على أسرى وأراضٍ، مما يوفر لها نفوذاً في المفاوضات المستقبلية.

ورغم أن الأهداف الدقيقة لأوكرانيا من هذا الهجوم غير واضحة تماماً، فإن الهجوم قد يحقق بعض المكاسب، اذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتزم إنشاء منطقة عازلة في منطقة كورسك كجزء من هدف أوسع يتمثل في الحد من قدرات روسيا الحربية، وقد أظهرت أوكرانيا علامات على ترسيخ نفسها في المنطقة، حيث أنشأت مقراً وأعلنت عن تدمير العديد من الجسور الأساسية لخطوط الإمداد الروسية.

وقال ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن أوكرانيا قد تكون ربطت هجومها بمحاولة إجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الدخول في محادثات أو إنهاء الغزو، ومع ذلك، يشير سافيل إلى أن الخطر الرئيسي هو أنه إذا حاولت القوات الأوكرانية الاحتفاظ بالأراضي على المدى الطويل، فإن خط المواجهة سيتوسع بشكل طبيعي، ما يتطلب تعزيزاً وحماية مستمرة.

وتظهر التقارير أن جهود كورسك قد جذبت بعض القوات الأوكرانية من منطقة دونباس، التي كانت تحت ضغط كبير. وأكد المحلل العسكري باتريك بوري أن أوكرانيا قد أرسلت ألوية النخبة، مع معدات غربية جيدة، إلى كورسك، ووفقاً لبوري، فإن السيناريو الأسوأ هو أن تحاصر روسيا قوات النخبة في كورسك وتستنزفها بمرور الوقت، مما قد يؤدي إلى خسارة جزء كبير من قدرات أوكرانيا.

من غير الواضح ما إذا كانت إعادة نشر بعض القوات إلى كورسك قد أثرت على قدرة أوكرانيا في الدفاع عن خط المواجهة الرئيسي، لكن الوضع في كورسك يبدو أنه قد يؤثر على وضع أوكرانيا في مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة دونباس. تشير التقارير إلى أن روسيا قد زادت من تقدمها نحو بوكروفسك، وهو ما قد يكون نتيجة لعملية كورسك.

فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، لم يشير الرئيس بوتين أو أي من وكلائه إلى استخدام الأسلحة النووية في سياق الهجوم على كورسك. يشير الخبراء إلى أن عدم وجود أي تهديد نووي بعد الهجوم يعكس أن هذا الاحتمال غير مرجح. حتى إذا انسحبت أوكرانيا من كورسك في الأسابيع المقبلة، فإن الهجوم قد يعيد تركيز الاهتمام الغربي على الحرب، ويحقق بعض المكاسب الاستراتيجية.


وكالات

م.ال

اضف تعليق