شهد مجلس الأمن الدولي، في اجتماعه مساء الثلاثاء بنيويورك، مواجهة حادة بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات بدعم "الإرهاب".
وتأتي هذه التوترات مع انطلاق عملية عسكرية واسعة لفصائل المعارضة المسلحة تحت اسم "ردع العدوان"، التي سيطرت خلالها على مساحات واسعة شمال غربي سوريا، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، ومحافظة إدلب، وعشرات القرى في ريف حماة، ووصلت إلى مشارف مدينة حماة.
اتهامات متبادلة وتصعيد حاد خلال الجلسة، دعا روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين، متهماً قوات الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين.
من جانبه، رد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا باتهام الولايات المتحدة بدعم الإرهاب، قائلاً: "ليست لديكم الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين السوريين".
وواجهه وود قائلاً إن روسيا "تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب حول العالم"، مشددًا على استمرار الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
مواقف دولية متباينة ووفقًا لوكالة اعلامية دولية، فإن الجلسة لم تخرج بنتائج أو بيان ختامي، لكنها كانت ساحة لمواجهة بين الولايات المتحدة والدول الغربية من جهة، وروسيا والنظام السوري وإيران من جهة أخرى، مع وجود دول أخرى تدعو إلى حل سياسي شامل وفق قرارات الأمم المتحدة.
إحاطة بيدرسون وتحذيرات دولية وقدم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إحاطة حول الوضع في الشمال السوري، محذرًا من خطورة التصعيد وداعيًا إلى تحرك سريع نحو عملية سياسية شاملة.
وأكد أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة، وأن استمرار القتال سيضع سوريا في خطر شديد".
تصعيد الاتهامات واتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك تركيا وإسرائيل بدعم الهجمات، مشيرًا إلى وجود "أمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك" مهدت له الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
كما أبدى رائد الصالح، مدير منظمة "الخوذ البيضاء"، مخاوف من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، داعيًا المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات بحق السوريين.
وتشير هذه التطورات إلى استمرار تفاقم الأزمة السورية وسط انقسام دولي حاد، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي والميداني في البلاد.
م.ال
اضف تعليق