في إطار الجهود الدولية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، بحثت الولايات المتحدة وفرنسا، مساء الأربعاء، العملية الانتقالية في سوريا وانتخاب رئيس جديد للبنان، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
ناقش الجانبان "آخر التطورات في سوريا وسبل مساعدة الشعب السوري على بناء مستقبل أفضل"، بحسب ما أورد البيان. وأكد بلينكن على أهمية "الحد من مخاطر عدم الاستقرار، خاصة في ظل تهديدات تنظيم داعش"، بالإضافة إلى ضرورة "إجراء عملية انتقالية شاملة بقيادة سورية".
كما شدد الوزير الأمريكي على "احترام حقوق الإنسان ودعم القانون الإنساني الدولي"، داعيًا إلى اتخاذ جميع الاحتياطات لحماية المدنيين، بما في ذلك أفراد الأقليات.
وفي سياق متصل، حث بلينكن على "تقديم الدعم الدولي لتحديد أماكن المفقودين والمحتجزين ظلمًا في ظل نظام الأسد السابق"، مستشهدًا بحالة الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي خُطف قبل 12 عامًا بالقرب من دمشق أثناء تغطيته للاحتجاجات الشعبية ضد النظام.
تأتي هذه المباحثات في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي بعد أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث.
وسيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق ومدن أخرى، فيما تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد إلى انتخابات مرتقبة.
فيما يخص الشأن اللبناني، أشاد بلينكن بدور فرنسا القيادي في تقديم الدعم للبنان، بما في ذلك المساعدات المستمرة للجيش اللبناني.
كما أكد أهمية "نهج منسق لمساعدة الشعب اللبناني على إعادة بناء مؤسساته واستعادة قيادته من خلال انتخابات رئاسية".
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب اللبناني جلسة في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية، بعد شغور المنصب لمدة ثلاث سنوات بسبب الانقسامات السياسية الداخلية.
يأتي هذا التطور بعد الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على لبنان، بدعم أمريكي، بين سبتمبر ونوفمبر الماضيين، والتي انتهت بوقف هش لإطلاق النار. ومع ذلك، تستمر تل أبيب في اختراق الهدنة بشكل متكرر، ما يثير مخاوف من تجدد التوترات مع "حزب الله".
يشير الاتصال بين بلينكن وبارو إلى مرحلة جديدة من التعاون بين واشنطن وباريس لتعزيز الاستقرار الإقليمي، مع التركيز على معالجة القضايا الإنسانية والسياسية في سوريا، ودعم مسار ديمقراطي في لبنان يهدف إلى إنهاء أزمته السياسية والاقتصادية.
م.ال
اضف تعليق