شهد عام 2025 تطورات ملحوظة فيما يخص الشباب العراقي، حيث تنوعت المبادرات الوطنية والدولية التي تهدف إلى تمكينهم وتعزيز دورهم في بناء مستقبل البلاد. من الرياضة إلى ريادة الأعمال، ومن المشاركة المدنية إلى التعاون الدولي، رسمت هذه التحركات ملامح جديدة لدور الشباب في العراق.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز المستجدات التي أثرت على واقع الشباب خلال هذا العام، مع متابعة من وكالة النبأ المستمرة لأحدث التطورات.
مبادرات حكومية ودولية
في شباط/فبراير 2025، أطلقت الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية أول "مجلس استشاري للشباب"، الذي يضم 13 شابا وشابة من مختلف الخلفيات الثقافية والاقتصادية، تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاما، يهدف المجلس إلى تقديم المشورة للحكومة بشأن القضايا التي تخص الشباب، مع التركيز على التعليم، التوظيف، والمشاركة المجتمعية، تأتي هذه المبادرة في إطار جهود الأمم المتحدة لدعم الشباب في العراق وتعزيز صوتهم في صنع القرار.
وفي خطوة أخرى، شهد العراق توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الأعلى للشباب والمصرف الأهلي العراقي لدعم المشاريع الشبابية وريادة الأعمال. يهدف هذا التعاون إلى توفير التمويل اللازم للمبادرات الشبابية، خصوصًا تلك التي تدعم الاقتصاد الأخضر، مما يعزز دور الشباب في التنمية المستدامة.
تعزيز مهارات الشباب
بالتوازي مع هذه المبادرات، أطلقت منظمة العمل الدولية في 2025 برنامجا لتدريب مدربين من الشباب، بهدف تطوير مهاراتهم وجعلهم مدربين معتمدين. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الشباب على الاندماج في سوق العمل، وهو أمر حيوي في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهونها.
إحصائيات حديثة
في بداية 2025، أعلنت الحكومة العراقية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2024، مما وفر بيانات دقيقة حول نسبة الشباب في العراق. هذه البيانات ستساعد في صياغة سياسات شاملة تستجيب لاحتياجات الشباب وتحدياتهم في مختلف المجالات.
الإنجازات الرياضية
حقق منتخب العراق للشباب إنجازا كبيرا بتأهله إلى نهائيات كأس آسيا تحت 20 عامًا، بعد فوزه على تايلاند بنتيجة 1-0، ليتأهل إلى مجموعة تضم السعودية، الأردن، وكوريا الشمالية، هذا الإنجاز يعكس التفاني الرياضي للشباب العراقي ورغبتهم في التميز على المستوى الإقليمي.
آمال وتطلعات
استقبل الشباب العراقي العام 2025 بتفاؤل وأمل، معبرين عن رغبتهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، العديد منهم عبّروا عن تطلعاتهم لتحقيق الاستقرار والازدهار في بلدهم، وسط دعم حكومي ومجتمعي متزايد لمشاريعهم وطموحاتهم.
تحديات مقلقة
رغم هذه المبادرات الإيجابية، يواجه الشباب العراقي العديد من التحديات التي تهدد استقرارهم ومستقبلهم، فقد عقدت وزارتا التخطيط والشباب والرياضة اجتماعًا لمناقشة مشكلات الشباب في العراق، مع التركيز على قضايا مثل البطالة، وتعاطي المخدرات، والجريمة الإلكترونية، والعنف الأسري.
وقد أشار الخبير الاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش إلى أن العراق سيواجه تحديات كبيرة في سوق العمل بعد إعلان نتائج التعداد السكاني، متوقعًا أن تكون أعداد العاطلين عن العمل بالملايين.
وفي جانب آخر، نُبّه إلى تفاقم ظاهرة بيع الأعضاء البشرية بين الشباب العراقي، وهو ما يشكل تهديدا صحيا واجتماعيا وأخلاقيا. كما ارتفعت حالات الانتحار بين الشباب، خاصة في محافظة البصرة، حيث سُجلت 150 حالة ومحاولة انتحار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
خطر يهدد الجيل الشاب
وفيما يخص المخدرات، تتزايد ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها في العراق بشكل مقلق. الخبير الأمني صفاء الأعسم حذر من أن خطر المخدرات يفوق خطر الإرهاب بنحو 12 ضعفا، وقد تمكنت القوات الأمنية مؤخرا من ضبط أربعة معامل لإنتاج المخدرات في العراق، بما في ذلك أكبرها في محافظة السليمانية، مع مزرعة متكاملة لزراعة المواد المخدرة.
يواجه الشباب العراقي تحديات كبيرة، ولكن مع الدعم المستمر من المبادرات الحكومية والدولية، هناك آمال متزايدة في أن يتمكنوا من تغيير مصيرهم وبناء مستقبل أكثر إشراقا.
اضف تعليق