عاد سيناريو ارتفاع أسعار اللحوم مجددًا في الأسواق العراقية، بالتزامن مع زيارة الأربعين، حيث يزداد استهلاك اللحوم بشكل كبير مع الطقوس الدينية وارتفاع درجات الحرارة.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الزراعة، محمد الخزاعي، بأسباب هذا الارتفاع، مشيرًا إلى الزيادة الكبيرة في استهلاك اللحوم الحمراء خلال المناسبات الدينية مقارنةً بالإنتاج المحلي.

في الوقت نفسه، أكد الخزاعي أن "وزارة الزراعة تسعى لاتخاذ خطوات لمواجهة هذا الارتفاع، عبر السماح باستيراد المواشي وتخفيض الرسوم الجمركية لتسهيل عمليات الاستيراد".

كما أعلن الخزاعي عن جولة مرتقبة لوزير الزراعة إلى الدول الأفريقية مثل الصومال وجنوب أفريقيا، بهدف فتح آفاق تعاون جديدة لاستيراد اللحوم بأسعار أقل، مما يساهم في تخفيض الأسعار المحلية وعودة اللحوم إلى مستوياتها السابقة.

يذكر أن أسعار اللحوم الحمراء شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم بين 22 و24 ألف دينار عراقي، ويرجع مختصون هذا الارتفاع إلى عوامل مثل الجفاف وغلاء الأعلاف، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على اللحوم كأحد المكونات الرئيسية للمائدة العراقية.

وتشير بيانات وزارة التخطيط إلى أن أسعار السلع والخدمات في العراق شهدت ارتفاعًا بنسبة 18% خلال السنوات الأربع الأخيرة، فيما زادت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 30% في المتوسط. في هذا السياق، أقر المجلس الوزاري للاقتصاد في آذار الماضي تخفيض الرسوم الجمركية على المواشي والأغنام المستوردة بنسبة 50% ولمدة عام، وذلك في محاولة لتخفيف تأثير أزمة ارتفاع الأسعار.

ورغم الإجراءات الحكومية، إلا أن أسعار اللحوم استمرت في الارتفاع منذ مطلع عام 2023، ما أثار انتقادات للسلطات بشأن عدم السيطرة على الأسواق. ونتيجة لهذا الارتفاع، أصبحت العديد من العائلات ذات الدخل المحدود غير قادرة على شراء اللحوم، رغم السيولة الكبيرة في خزينة الدولة.

فيما تسعى الحكومة لمواجهة التضخم الذي ارتفع بنسبة 4.5% نهاية 2023، من خلال سياسات نقدية مثل رفع أسعار الفائدة وطرح السندات، إلا أن تأثيرها على استقرار الأسعار الغذائية ما زال محدودًا.


م.ال

اضف تعليق