مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق المقررة في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، عبَّرت شخصيات دولية وإقليمية بالإضافة ‏إلى وسائل الإعلام المختلفة عن رؤاها بشأن المشهد السياسي المرتقب وآثاره الأوسع على الوضع الداخلي في البلاد، في وقت ‏يشهد فيه العراق تحديات سياسية وأمنية معقدة، فضلاً عن تأثيرات الأوضاع الإقليمية‎.‎

وجهات نظر دولية وإقليمية

في بداية عام 2025، أكد محمد الحسان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، أهمية انتخاب قادة يركزون ‏على التنمية الوطنية بعيدا عن المصالح الطائفية. وقال الحسان: "يجب أن يستفيد جميع مواطني هذا البلد من ثرواته وموارده، ‏لذلك يجب أن يبقى المشروع الطائفي في الماضي وينتهي في المستقبل."‏

التحضيرات الفنية

في شباط، أعلن القاضي عمر أحمد محمد، رئيس مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عن بدء ‏الاستعدادات الفنية لإجراء انتخابات مجلس النواب المقررة لعام 2025. وأكد أن المفوضية تعمل على تجهيز المواد اللوجستية ‏اللازمة ليوم الاقتراع، بما في ذلك طباعة أوراق الاقتراع للتصويت العام والخاص، وتسجيل المرشحين.‏

وبحسب تصريحات المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، فإن تحديد موعد الانتخابات يتم بالتنسيق بين رئاسة الوزراء ‏ومفوضية الانتخابات، على أن يكون الموعد المحدد لا يسبق انتهاء الدورة البرلمانية الحالية بفترة لا تقل عن 45 يوما من تاريخ ‏أول جلسة عقدها البرلمان في 9 يناير 2022. وأضافت أن هذه المدة تعد الحد الأدنى، مما يعني أنه لا يمكن إجراء الانتخابات ‏قبل يوم 25 نوفمبر 2025، مع تحديد الموعد النهائي بين رئاسة الوزراء والمفوضية العليا للانتخابات.‏

التطورات السياسية‎ ‎

وأشارت تقارير إلى أن التحالف الحاكم في العراق بدأ بتحديد خريطة المقاعد الشيعية التي ستفرزها الانتخابات البرلمانية ‏المقبلة. وأظهرت دراسة أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني سيقود تحالفًا وازنا بأكثر من ثلث المقاعد الشيعية. يُذكر أن ‏الانتخابات البرلمانية المقبلة من المفترض إجراؤها عام 2025، إلا أن السلطات لم تحدد بعد موعدا نهائيا لإجرائها.‏

وبحسب مقال للكاتب سمير داود حنوش في صحيفة "العرب"، من المتوقع أن يواجه السياسيون العراقيون تحديات كبيرة قبيل ‏موعد الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أكتوبر 2025، إذا جرت في موعدها. تتمثل هذه التحديات في التنافس الحاد بين ‏القوى السياسية، والتوترات المحتملة بين الأحزاب، بالإضافة إلى التأثيرات الإقليمية والدولية على سير العملية الانتخابية.‏

وفي سبتمبر 2024، دعا إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، القادة السياسيين العراقيين إلى تجنب الأعمال التي قد ‏تزعزع استقرار منصب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في ظل الاتهامات بالتجسس التي ظهرت في وسائل ‏الإعلام.‏

وفي أيلول/سبتمبر 2024، أفادت وكالة رويترز بأن إيران تسعى إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي في العراق قبيل ‏الانتخابات، في ظل الأزمة المستمرة في المنطقة، مع التركيز على أهمية الحفاظ على النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة ‏ككل.‏

من جانب آخر، فإن عودة مصطفى الكاظمي إلى بغداد في أوائل 2025، رغم التهديدات الأمنية، أثارت نقاشات كبيرة حول ‏الدور الذي قد يلعبه في الانتخابات المقبلة. سبق أن كانت فترة حكمه حافلة بالجهود الدبلوماسية، وخاصة بين إيران والسعودية، ‏وهو ما وضعه في مركز الاهتمام السياسي في العراق.‏

وركزت وكالة أسوشيتد برس في بداية 2025 على عودة مصطفى الكاظمي إلى بغداد، وأثار التقرير تساؤلات حول الدور ‏الذي قد يلعبه في الانتخابات القادمة، بالنظر إلى العلاقات الدبلوماسية التي بنَّاها خلال فترة حكمه بين العراق والدول الإقليمية.‏‎ ‎

وفي كانون الثاني 2025، ناقش نور الدين الدليمي، وزير التخطيط العراقي الأسبق، التأثيرات السلبية للأحداث الإقليمية على ‏الوضع السياسي في العراق، وخاصة النزاع مع حماس وحزب الله وسقوط نظام الأسد في سوريا. وأشار إلى أن هذه ‏التطورات قد تساهم في إعادة تشكيل المشهد السياسي العراقي قبيل الانتخابات المقبلة. وفي أيضا مقابلة معه أيضا في آذار ‏‏2025، تم التطرق إلى كيفية تأثير الديناميكيات الإقليمية المتغيرة على الانتخابات العراقية، وقدم الدليمي رؤى حول التحولات ‏السياسية المحتملة في العراق نتيجة للأحداث الإقليمية المستمرة.‏

وفي ظل هذه التطورات، تواصل القوى السياسية العراقية إعادة حساباتها استعدادا للانتخابات المقبلة، مع التركيز على ‏تحضيرات مبكرة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة. ووفقا لصحيفة "الشرق الأوسط"، بدأت التحضيرات المبكرة ‏للانتخابات التشريعية في العراق، مع التركيز على تعديل قانون الانتخابات وتوسعة عدد المقاعد.‏

من جانبها، بدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التحضيرات الفنية لإجراء الانتخابات، حيث أكد رئيس مجلس المفوضين ‏القاضي عمر أحمد محمد على تجهيز المواد اللوجستية اللازمة ليوم الاقتراع، بما في ذلك طباعة أوراق الاقتراع وتسجيل ‏المرشحين.‏

وفي خطوة لتعزيز المشاركة الانتخابية، قدم النائب عامر عبد الجبار مشروع قانون "الحوافز الانتخابية"، الذي يهدف إلى منح ‏حوافز للمواطنين، خاصة العسكريين والموظفين، بهدف زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات.‏

تستمر التحضيرات للانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025 بوتيرة متسارعة، مع التركيز على الجوانب الفنية واللوجستية ‏لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة. ومع ذلك، تبقى التحديات السياسية والإقليمية قائمة، مما يستدعي التنسيق المستمر بين ‏مختلف الجهات المعنية لضمان نجاح الانتخابات‎.‎

وكالة النبأ+وكالات

اضف تعليق