أعلنت وزارة الكهرباء، اليوم الخميس، عن قرب التوقيع مع شركتي "أكوا باور" السعودية و"مصدر" الإماراتية لإنشاء خمس محطات طاقة شمسية بطاقة إجمالية تصل إلى ألفي ميغاواط، فيما كشفت عن وصول نسبة إنجاز مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج إلى 93%، وسط أزمة متفاقمة في تراجع إمدادات الغاز المستورد الذي أفقد المنظومة أكثر من 4 آلاف ميغاواط.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، للوكالة الرسمية، إن "الوزارة على وشك توقيع عقد مع شركة (أكوا باور) السعودية لإنشاء محطة للطاقة الشمسية في النجف الأشرف بقدرة 1000 ميغاواط، إضافة إلى أربع محطات أخرى مع شركة (مصدر) الإماراتية في محافظات البصرة، كربلاء، بابل، المثنى وذي قار، بطاقة إجمالية مماثلة".

وأشار إلى، أن "هذه المشاريع تأتي ضمن استراتيجية الوزارة لزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة، وتخفيف الضغط على الشبكة الوطنية في ظل انخفاض إمدادات الغاز، لاسيما الغاز الإيراني، الذي تسبب بخروج عدد من الوحدات التوليدية عن الخدمة".

وأوضح، أن "العجز في إنتاج الطاقة بلغ نحو 4 آلاف ميغاواط، ما أدى إلى تراجع ساعات التجهيز رغم استعدادات الوزارة المبكرة للصيف، في حين أن الطاقة الإنتاجية الفعلية حالياً تصل إلى 23 ألف ميغاواط، وكان يمكن أن تتجاوز 27 ألفاً لو توفرت كميات كافية من الوقود".

ولفت موسى إلى، أن "الوزارة تحركت منذ أشهر باتجاه تنويع مصادر الغاز، من بينها اتفاق مع تركمانستان لتوريد الغاز عبر الأراضي الإيرانية، لكنه تعثر بسبب العقوبات المفروضة على طهران، وعدم قدرة المصرف العراقي للتجارة على فتح الاعتمادات وتحويل الأموال، الأمر الذي دفع الوزارة لطرح آلية بديلة تقضي بضخ الغاز التركماني إلى شمال إيران مقابل تزويد العراق بكميات معادلة".

وفيما يخص الربط الكهربائي، أكد موسى أن "الربط مع الخليج عبر الكويت وصل إلى 93% من مراحل الإنجاز، ومن المتوقع أن تبدأ البصرة باستلام الطاقة من هذا الربط قريباً"، مشيراً إلى أن "الخطوط الأربعة الناقلة للطاقة من إيران ما تزال متوقفة منذ الثامن من كانون الثاني الماضي بسبب العقوبات، ما أفقد الشبكة أكثر من 1000 ميغاواط، خاصة في محافظات مثل ديالى التي تعتمد على خطين رئيسيين".

وأضاف أن "الربط مع الأردن دخل حيز التشغيل وتمت زيادة كميات الطاقة المنقولة، كما بدأ الربط مع تركيا بطاقة 300 ميغاواط، ونسعى لزيادتها إلى 600 ميغاواط منتصف الشهر المقبل".

وفي إطار الحلول المتكاملة التي تعمل عليها الوزارة، قال موسى إن "الخطة تشمل أيضاً تحويل المباني الحكومية إلى الطاقة الشمسية، وبدأنا بالقصر الحكومي كأول مبنى نموذجي، على أن يشمل المشروع 534 مبنى حكومياً لتقليل الاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي".

كما أشار إلى أن "البنك المركزي والمصارف أطلقت مبادرة لتقديم قروض ميسّرة للمواطنين لشراء منظومات شمسية منزلية، بعد ترشيح شركات معتمدة من قبل الوزارة، حيث تم تخفيض الفائدة من 8% إلى 2.5%، وتمديد فترة السداد من أربع إلى سبع سنوات".

واختتم موسى بالقول: "ما تشهده البلاد من تحديات على مستوى الطاقة ليس وليد اليوم، لكننا نعمل على حلول إستراتيجية تشمل تنويع الوقود، تطوير مشاريع الربط الإقليمي، والتحول نحو الطاقة النظيفة لتأمين استقرار مستدام في المنظومة الكهربائية".


م.ال

اضف تعليق