بغداد/ ايمن الابراهيمي
عبرت وزارة الخارجية العراقية عن قلقها من خطورة التصعيد على الأراضي السورية دون الاتفاق على خطة شاملة لإنهائه وتوحيد الجهود القضاء على تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية، فيما ادانت روسيا وايران الضربات الامريكية على قاعدة الشعيرات ووصفتها بأنها مدمرة وخطيرة وانتهاك لقانون الدولي.
موقف الحكومة والبرلمان العراقي
طالبت وزارة الخارجية العراقية الى اجراء تحقيق دولي حول استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، واصفة القصف الامريكي بالتدخلات المستعجلة.
وذكر بيان للوزارة تلقت "النبأ للاخبار" نسخة منه، ان "وزارة الخارجية تؤكد موقف العراق الثابت والصريح في إدانة واستنكار الجريمة النكراء المتمثلة باستخدام السلاح الكيمياوي في سوريا كما وتعتبره تصعيداً بالغ الخطورة، معلنة تضامنها مع ضحايا هذه الجريمة البشعة من أبناء الشعب السوري ما يذكرنا بما تعرّض له شعبنا العراقي جراء استخدام مثل هذا السلاح الفتاك من قبل نظام البعث المقبور".
واضاف البيان "نؤكد تأييدنا ومساندتنا القوية لأي جهد يبذله المجتمع الدولي لمعاقبة الجهات التي تستخدمه مكررين مطالبتنا بإجراء تحقيق دولي حيادي عاجل ودقيق لتحديد الجهة التي استخدمته في سوريا ومعاقبتها مع اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بمنع استخدامه مجدداً".
واشار بيان وزارة الخارجية الى اننا "وفي الوقت ذاته نعبر عن قلقنا لخطورة التصعيد في الصراع الجاري على الأراضي السورية دون الاتفاق على خطة شاملة لإنهائه مع تأكيدنا على ضرورة توحيد الجهود في سبيل القضاء على تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى وإنهاء وجودها بشكلٍ نهائي حماية لأبناء الشعب السوري وعموم شعوب العالم".
وتابع البيان ان "التدخلات والإجراءات المستعجلة قد تؤثر سلباً على الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب خصوصاً وأن شعبنا بذل التضحيات الكبيرة لقطع دابره ووصلنا إلى المراحل النهائية للقضاء عليه في العراق".
من جهته رفضت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية لتدخل العسكري الامريكي وقصف قاعدة الشعيرات الجوية في حمص السورية.
ويقول عضو اللجنة رزاق الحيدري في تصريح لوكالة "النبأ للاخبار"، ان "التدخل العسكري الامريكي وقصف قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص السورية انتهاك لقانون الدولي وغير مقبول، لابد من التحرك لايقاف التصعيد والتصريحات الامريكية الروسية لحماية المنطقة من الحرب العالمية الثالثة".
واضاف ان "التدخل الامريكي سيحرك دول اخرى للتدخل لحماية سوريا من العدون الامريكي"، مبينا ان "هذا التحرك سيحرق المنطقة ويولد الحرب العالمية الثالثة"، مشدد على "ضرورة الابتعاد عن التصعيد والتصريحات الاعلامية وتهدئة الاوضاع لحماية الشعب السوري".
وبين الحيدري ان "القصف الامريكي سيخدم تنظيم داعش الارهابي ويعكس على الانتصارات التي حققتها القوات الامنية في تحرير المناطق من سيطرة التنظيم الارهابي".
الى ذلك اكد النائب عن تيار الاصلاح توفيق الكعبي ان القصف الامريكية على سوريا لن تؤثر على مجريات العمليات العسكرية في الموصل.
وقال الكعبي في تصريح لوكالة "النبأ للاخبار"، ان "القصف الامريكي على قاعدة الشعيرات السورية انتهاك لقانون الدولي ومرفوض من قبل دول المنطقة"، داعيا الولايات المتحدة الامريكية الى "اعادة حساباتها وعدم التصعيد وعدم تكرار الغزو الامريكي وادخل المنطقة في صراعات جديدة".
واضاف ان "القصف الامريكي لن يؤثر على مجريات العمليات العسكرية في الموصل"، لافتا الى ان "الحكومة العراقية سيكون لها موقف رسمي من القصف والعدوان الامريكي على سوريا او احد دول المنطقة".
التصريحات الامريكية والرد الروسي الايراني
اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انه أمر بتوجيه ضربة على القاعدة العسكرية في سوريا التي انطلق منها الهجوم الكيمائي.
وقال ترامب في تصريحات صحفية انه "من المصلحة العليا للأمن القومي للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستعمال الأسلحة الكيميائية القاتلة"، مبينا ان "الرئيس السوري بشار الأسد استخدم غاز الأعصاب لقتل الكثيرين".
واشار ترامب إلى "فشل جميع المحاولات لتغيير سلوك الأسد"، داعيا كل الأمم المتحضرة إلى السعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدماء في سوريا.
من جهته ادانت وزارة الخارجية الإيرانية القصف الأميركي على مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريح صحفي إن "إيران تدين الهجمة العسكرية الأميركية على مطار الشعيرات من قبل البوارج العسكرية الأميركية"، مبينا "إننا نعتقد أن هذه الهجمة تمت في وقت يقف المنفذون والمستفيدون من ضرب خان شيخون وراء الستارة، ما سيؤدي إلى تقوية الإرهاب وتعقيد الأمور في سوريا أكثر".
وأضاف ان "إيران أكثر الدول المتضررة من السلاح الكيميائي وتعارض أي استخدام لهذا السلاح، لكن استخدام ما جرى كذريعة لتحرك أحادي الجانب هو أمر خطير ومنافي للقوانين الدولية".
الى ذلك اعتبرت الحكومة الروسية الضربة الأميركية على قاعدة الجوية السورية في حمص عدوانا على دولة ذات سيادة وانتهاكا للقوانين الدولية لدولة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الروسية دميتري بيسكوف إن "الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأميركية على سوريا عدوانا على دولة ذات سيادة"، مؤكدا أنها ألحقت "ضررا هائلا" بالعلاقات مع روسيا"، مؤكدا ان "الضربة الأميركية في سوريا تنتهك معايير القانون الدولي وتستند إلى حجج واهية".
وأضاف أن "روسيا لا تعتقد بأن سوريا تمتلك أسلحة كيميائية، وأن التحرك الأميركي سيشكل حتما عقبة أمام إنشاء تحالف دولي في سبيل محاربة الإرهاب"، معتبرا إلى أن الضربة الأميركية محاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في سوريا".
الموقف الدولي
واكدت الحكومة البريطانية أنها تدعم كليا تحرك الولايات المتحدة التي وجهت ضربة صاروخية إلى النظام السوري.
وقال الناطق باسم رئاسة الحكومة في بيان إن "هذه الضربة تشكل ردا مناسبا على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيمياوي الذي ارتكبه النظام السوري"، موضحا ان " المملكة المتحدة مصممة على منع أي هجوم جديد"من نظام دمشق".
وتابع ان "أميركا لم تطلب من المملكة المتحدة المشاركة في الضربة"، مبينا اننا "كنا على اتصال وثيق على كل المستويات مع الحكومة الأميركية بشأن الضربات في سوريا".
من جهته أبدت الحكومة الايطالية تأييدها للضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية.
وقا وزير الخارجية الايطالي انجيلينو الفانو في تصريح صحفي، ان "لضربة الصاروخية رد مناسب يردع رئيس النظام السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيمياوية"، مبينا ان "إيطاليا تفهم أسباب التحرك العسكري الأميركي."
من جهتها، دعت وزارة الخارجية الصينية إلى تفادي أي تدهور للوضع في سوريا، مؤكدة في الوقت عينه إدانتها لاستخدام أي بلد لأسلحة كيمياوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا شويينغ في تصريح صحفي، إننا نعارض استخدام أسلحة كيمياوية من قبل أي بلد أو منظمة أو فرد، وأيا كانت الظروف والهدف".
وكان البنتاغون أعلن، امس الجمعة، أن 59 صاروخا من نوع توماهوك استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية بمحافظة حمص في سوريا.
اضف تعليق