حذر ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة احمد الصافي، بشدة من آثار وسلبيات البطالة على المجتمع.
وقال الصافي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، "نتكلم اليوم عن مفردة البطالة وما لها مصاديق اجتماعية بمفردتين أساسيتين وتارة نريد منها في حديثنا ان الانسان الذي عليه بذل أهله عليه أموالاً وبلغ مبلغ الرجال وهم ينتظرون خيره في ان يحصل على وظيفة معينة حتى يكمل مشروع حياته لكنه لم يتوفق سواء السبب منه او غيره ونعبر عن هذا الشخص اجتماعيا بانه عاطل وهو لا يملك وظيفة ولا راتبا شهرياً وتارة أخرى نطلق على البطالة على من لديه راتباً شهرياً لكنه لا ينتج وهذه تسمى بالبطالة المقنعة واذا قسناها مع العمل فهو لديه راتب لكنه غير منتج".
واضاف ان "الانسان عندما يأمل بعد ان يقطع شوطاً من الدراسة ويأمل ان يستقر بحالة أخرى غير حالة الدراسة ثم لا يجد شيئاً من ذلك ويصاب بالإحباط ويشاركه زملاء مثله وهذه الحالة الاجتماعية ستولد حالة أخطر وهذا سيكون فقيرا في بعض الحالات اذا لم تكن أيضاً روحيته وقدرته بمستوى كبير هذا الفقر سيولد أفكاراً أخرى وسيكون هذا الفقير طعما لجهات أخرى بل هو سيحاول ان يلجأ الى مشكلة بزعمه انه ستحل مشكلته أي يهرب من هذه المشكلة الى مشكلة اخرى لانه كان يأمل وهذا الأمل لم يتحقق".
وتابع الصافي ان "البطالة من المظاهر السلبية في المجتمع وكلما كثر فيه البطالون كلما زادت المشاكل فهو عبارة عن جرس إنذار اجتماعي ونتحدث عن ظاهرة اجتماعية".
ولفت الى "البطالة بلا انتاج، والمال ضروي لتقويم حياة الانسان فاذا كان البطال عنده مال لكن بلا انتاج سيشعر بالملل والتشاؤم ويرى نفسه عنصراً مهماً في المجتمع اذا كان منتجاً فهذه البطالة ستولد مجتمعاً متشائماً متكاسلاً".
وأشار الصافي الى، ان "شباب لديهم طاقة وهمة في بنيته الجسيمية والفكرية ويرى نفسه عاطلاً والفرص مغلقة أمامه وبالنتيجة ستكون لديه آثار سلبية في نفسه والمجتمع، والبطالة تولد حالة من الفارغ وهو قاتل للانسان ويكون مشوشاً وذهنه غير مستقر وغير مشدود بشيء وهذه مسائل خطيرة على العقيدة والاخلاق".
مؤكدا ان "البطالة خطرة جداً فلا بد من معالجتها بالحد الذي نستطيع اجتماعياً معالجتها ويبدأ من تشخيص المشكلة وهذا أمر صعب وتكون فيها تصرفات غير مسؤولة ومنها الطلاق".
وأوضح، ان "البطالة قضية اجتماعية سلبية جداً واذا أردنا الناس تتفائل علينا جعلها منتجة وهذه من أبسط الأمور"داعيا "الجميع الى ان يتصدوا لرفع البطالة ورفع النسبة ويشعر المجتمع بالفائدة والتفاؤل". انتهى/خ.
اضف تعليق