أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، اتخاذه سلسلة إجراءات لملاحقة "كبار الفاسدين" واعتقالهم، مؤكدا تشكيل لجنة عليا لتنسيق الجهود بين المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد، فيما أشار إلى أن تنفيذ الإصلاحات لن يتم من خلال فرض "سياسة الأمر الواقع" و"زعزعة أمن" بغداد.
وقال العبادي في كلمة موجهة للشعب العراقي وتابعتها وكالة النبأ/(الاخبار)، "إخوتي أخواتي أبناء الشعب العراقي الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نحمد الله على اننا منذ عام ونصف مضى على تسلمنا رئاسة الحكومة كنا نقاتل داعش على اطراف بغداد ومشارفها واليوم يقف ابناؤكم الغيارى على مشارف الموصل لتطهيرها ، وقد اقترب موعد النصر النهائي، واقترب النصر الالهي اكثر من أي وقت مضى ، ومن حقنا ان نفاخر ببطولات العراقيين وبهذا الانجاز الكبير المتحقق، وأكثر همنا اليوم هو ادامة زخم الانتصارات بكل مايملك العراق وشعبه من مقدرات مالية وبشرية ، فالمعركة مقدمة على كل الاولويات لأنها معركة وجود وطن وشعب ويجب ان تكون كذلك".
واضاف، "اليوم اناشدكم في هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي يمر بها العراق وتمر بها المنطقة والتي تتطلب موقفا موحدا، واذكركم يا ابناء شعبنا العزيز بأن لكم ابناءً غيارى يواصلون الليل بالنهار لحمايتكم وصد الخطر عنكم ويخوضون معارك شرسة ضد الارهاب الداعشي في الجبهات ، ويسطر المقاتلون في الجيش والشرطة والحشد الشعبي والمتطوعون من ابناء العشائر اروع الملاحم والانتصارات، وهذه معركة مستمرة وتنتظر منكم الدعم المعنوي والاسناد، وفي هذه الظروف يجب ان نوحد جهودنا وطاقاتنا لدعم مقاتلينا الابطال وعدم خذلانهم وأن لاننشغل في اية معركة جانبية تؤثر سلبا على ادامة زخم المعارك ضد الارهاب وتشتيت الجهد الامني، ويعلم الجميع انني أول من اطلق مشروع الاصلاحات وعملت بها منذ بداية تسلمي رئاسة الحكومة ومازلت عند عهدي اتابع تنفيذها خطوة بخطوة، وهي ليست سهلة كما يتصور البعض بل هي معركة اخرى نخوضها في ظل تهديد أمني خطير وفساد كبير ووضع مالي واقتصادي خانق نتيجة الانهيار المفاجيء لأسعار النفط".
وتابع العبادي "ومن الطبيعي ان تواجه الاصلاحات معارضة ومصاعب وعراقيل، كما يتوجب ان تجري وفق الاطر الدستورية والقانونية، وتتطلب ايضا التشاور مع جميع مكونات الشعب العراقي، اذ لا يمكن تجاوز المكونات والتمييز بينها والتفريط بحقوقها"، مبينا ان "التأييد الكبير للإصلاحات من عموم ابناء الشعب العراقي ومن المرجعية الدينية العليا وعموم القوى السياسية كان اقوى سند وحافز لنا في هذه المعركة، ومن دواعي سرورنا هو الترحيب الشعبي بالإصلاحات الشاملة وبالتعديل الوزاري الذي اعلناه مؤخرا والذي جاء منسجما مع رؤيتنا بضرورة التغيير وتشكيل فريق وزاري خبير ومتخصص قادر على الخروج بالبلاد الى وضع افضل في المجالات كافة وتنشيط الاقتصاد وتحريك قطاع العمل وتطوير الخدمات، ونحن اليوم أقرب الى نقطة الوصول الى هدفنا والى ما تطالبون به على طريق الاصلاح، وأمام ذلك نؤكد لكم اننا سننفذ التغيير الوزاري الجوهري قريبا بإذن الله وسنعرض أسماء وزراء مهنيين وأكفاء لشغل الحقائب الوزارية التي يشملها التغيير وفق الأُطر الدستورية وبما يؤكد الشراكة السياسية بين مكونات الشعب العراقي وممثليه الشرعيين، وقد تمت مخاطبة الكتل السياسية في مجلس النواب وفعاليات المجتمع المختلفة لتحقيق هذا الهدف. وقد قدمنا وثيقة الاصلاح الشامل التي تتضمن خلاصة تنفيذية حول منهج عمل الحكومة وتحسين الادارة المالية والفريق الاستشاري الطوعي، كما تشتمل الوثيقة على عشرة ملفات تتعلق بالاصلاحات وتطوير عمل الدولة، وضمن حزمة الاصلاحات وضعنا برنامجا لإتاحة الفرصة لأصحاب الخبرات والمهنيين للترشيح للمناصب الخاصة والعليا، كما سنجري تغييرات في الهيئات المستقلة لجعلها مستقلة فعلا وتدار من قبل مهنيين أكفاء ومستقلين".
وقال "انني وكما تعلمون اتحمل مسؤوليات جسيمة كقائد عام للقوات المسلحة الى جانب قيادة الحكومة والعمل التنفيذي في الدولة التي تواجه وضعا اقتصاديا وماليا معقدا ونقصا في الايرادات، كما نواجه جيشا من الفساد والمفسدين وقد اتخذنا سلسلة اجراءات لملاحقة كبار المفسدين واعتقالهم وقدمنا الدعم اللازم لأجهزة القضاء والنزاهة الرقابة ليقوموا بدورهم بكل حزم وقوة، وتنفيذاً لذلك شكّلنا لجنة عليا لمتابعة محاربة الفساد وتنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد ووفق الأُطر القانونية والدستورية وتوفير جميع المستلزمات التي تُسهم في نجاح مهمتهم بما في ذلك التشريعات والتعليمات الضرورية واللازمة، ونتطلع الى مشاركة شعبية واعلامية في كشف المفسدين والمرتشين الذين يعطلون مصالح الناس في دوائر الدولة، وامام هذه التحديات والمهام الجسيمة فان تنفيذ الاصلاحات لابد ان يتم بالتعاون وليس من خلال فرض سياسة الامر الواقع وزعزعة أمن العاصمة الحبيبة بغداد وامن باقي المحافظات، ان هذا الأمر مرفوض ولن نسمح به مطلقا خصوصا واننانعيش ايضا تحت تهديدات الارهاب وعصاباته المجرمة وبقايا النظام الذين لايفوّتون فرصة الا واستغلوها لخلط الاوراق اضافة لما يقومون به من محاولات لإحياء الفتنة الطائفية عبر الاعتداءات والتفجيرات التي يذهب ضحيتها مئات المدنيين الابرياء في المساجد والاسواق والاماكن العامة".
واشار العبادي في كلمته الى انه "المسؤول الاول عن أمن المواطن لا يمكن ان اسمح أبدا بالمظاهر المسلحة خارج نطاق الدولة وتهديد امن المواطنين والتجاوز على نقاط التفتيش ومرور المسلحين من خلالها، ومن واجبنا اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع ذلك والحفاظ على الجهد الأمني الذي يجب ان يوجه ضد الارهاب وأن لايضيع هنا او هناك، ونجدد موقفنا الثابت بضمان حق التظاهر السلمي وفق السياقات القانونية وضمن الاماكن المحددة من قبل الاجهزة الأمنية، وكما تعلمون فقد كنا ومازلنا نستمع لكل صوت ولكل مطلب مشروع، ولايفوتني هنا ان اشيد بسلمية ابنائي المتظاهرين واعرب عن تقديري لمطالبهم المشروعة، وقد قلنا للمتظاهرين منذ البداية نحن منكم ومعكم في خندق واحد ولسنا في خندق
نعيش ايضا تحت تهديدات الارهاب وعصاباته المجرمة وبقايا النظام الذين لايفوّتون فرصة الا واستغلوها لخلط الاوراق اضافة لما يقومون به من محاولات لإحياء الفتنة الطائفية عبر الاعتداءات والتفجيرات التي يذهب ضحيتها مئات المدنيين الابرياء في المساجد والاسواق والاماكن العامة".
واشار العبادي في كلمته الى انه "المسؤول الاول عن أمن المواطن لا يمكن ان اسمح أبدا بالمظاهر المسلحة خارج نطاق الدولة وتهديد امن المواطنين والتجاوز على نقاط التفتيش ومرور المسلحين من خلالها، ومن واجبنا اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع ذلك والحفاظ على الجهد الأمني الذي يجب ان يوجه ضد الارهاب وأن لايضيع هنا او هناك، ونجدد موقفنا الثابت بضمان حق التظاهر السلمي وفق السياقات القانونية وضمن الاماكن المحددة من قبل الاجهزة الأمنية، وكما تعلمون فقد كنا ومازلنا نستمع لكل صوت ولكل مطلب مشروع، ولايفوتني هنا ان اشيد بسلمية ابنائي المتظاهرين واعرب عن تقديري لمطالبهم المشروعة، وقد قلنا للمتظاهرين منذ البداية نحن منكم ومعكم في خندق واحد ولسنا في خندقين، كما اشيد بالانضباط العالي واليقظة التي يتحلى بها منتسبو الاجهزة الامنية المكلفة بحماية المتظاهرين الى جانب واجبهم الاساسي بحفظ الأمن والتصدي للارهابيين في الجبهات وداخل المدن".
واختتم كلمته بالقول، "أسأل الباري عز وجل ان يعيننا على حماية العراق وشعبه وتخليص الوطن والمواطنين من شر الارهاب وان يمكننا من تلبية تطلعات وطموحات شعبنا العزيز، ونجدد عهدنا ووعدنا بتحرير جميع اراضي العراق ومدنه المغتصبة والحاق الهزيمة النهائية بداعش، ونتعهد لكم بتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تصبون اليها، ونجدد مطلبنا ومناشدتنا لكم جميعا بالوحدة والتعاون والتحلي بالمسؤولية تجاه العراق وأمن ومصالح شعبه، ونؤكد لأبناء شعبنا العزيز اننا واثقون من تحقيق الانتصار على الارهاب والفساد وسننجح بتجاوز الأزمة المالية، وقد اتخذنا الاجراءات الكفيلة والمعالجات اللازمة للتغلب عليها، وإننا في كل منعطف حساس يمر به وطننا العزيز نتحلى بالحكمة الى اقصى درجاتها، والحكمة ليست ضعفا كما يتوهم البعض ويخطئ في حساباته وانما تقدير للأمور واحساس عال بالمسؤولية وحساب دقيق وقراءة متـعـقـلة للنتائج وتغليب للمصلحة العليا للبلاد".
اضف تعليق