اكد مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية على ان حزمة الاصلاحات التي جاء بها رئيس الوزراء العراقي بعد الضغط الشعبي ماتزال مجرد وعود غير قابلة للتطبيق ولم تقدم شيئاً ملموساً على أرض الواقع، بسبب اختلاف وجهات النظر والمصالح بين الاحزاب والقوى السياسية التي تحكم العراق.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية اقامها المركز تحت عنوان (الاصلاحات في العراق... بين الضغط الشعبي والممانعة السياسية)، على قاعة جمعية المودة والازدهار بحضور جمع من الباحثين الاكاديميين والاعلاميين وناشطين في مجال حقوق الانسان، لتسليط الضوء على الاصلاحات الحكومية على المستوى السياسي والاقتصادي والامني وآخر التطورات التي طرأت عليه.
وادار الحلقة النقاشية مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية الاستاذ عدنان الصالحي مرحبا بالضيوف الباحثين والاعلاميين، واشار الى ان هناك ضغط شعبي واضح مسند من قبل المرجعية الدينية والمكاتب الدينية وبالمقابل هناك ممانعة سياسية من قبل الاحزاب المشاركة بالحكم واذا ما استمرت هذه الفجوة بين الطرفين ربما سنكون في ازمات كبيرة اخرى اكثر حدة من الحالية.
موضحا ان الضغط الشعبي يسير باستمرار على الرغم من انقطاعه لفترة معينة، والممانعة السياسية لبعض الكتل السياسية تحاول ان تسوف المطاليب لأن خروجها من الوزارات وانهاء ملف المحاصصة يعني لها انهاء حياتها السياسية.
من جانبه بيّن استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل خلال فتحه ملف الاصلاحات في العراق، ان مفردة الاصلاح هي مفردة جديدة على شعبنا وثقافته السلمية التي تبتعد كثيرا عن ثقافة العنف والثورة.
واضاف صاحب الورقة النقاشية ان تجربة الحكم في العراق بعد 2003 اثبتت أن القرارات المصيرية التي تخص العراقيين لن تقر ويكتب لها التطبيق من دون اتفاق جميع القوى الشيعية والسنية والكردية طبقاً لفلسفة الحكم القائمة على الإجماع الثلاثي، والإصلاحات هي من أهم القرارات السياسية خلال 13 سنة الماضية ولم تتم استشارة الأحزاب والكتل السياسية فيها.
معتبرا ان النظام السياسي في العراق يقارع بين بعدين: بعد التحدي (خارجي) وبعد والاستجابة للنظام السياسي (داخلي)
واعتقد الباحث ان سفينة الاصلاحات ستصل الى بر الامان وتتحقق المطالب الشعبية بعد ممارسة بعض الضغوط على الكتل السياسية
بعد ذلك فتح مدير الجلسة النقاشية الباب امام الحاضرين ليشاركوا بمداخلاتهم وطرح اسئلتهم واشكالياتهم التي اجاب عنها بوضوح تام اصحاب الورقتين النقاشية.
يذكر إن مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية احد المراكز التي تعنى بالأوضاع السياسية العالمية والمحلية من خلال استشراف وتحليل المواقف والأحداث بشكل مهني علمي بعيدا عن الحدية والتطرف والانحياز.
اضف تعليق