شهدت محافظة بابل جريمة مروّعة، راح ضحيتها شخص، فيما أصيب اثنان آخران بسبب "إيموجي" على موقع فيس بوك.
وفي التفاصيل، قال مصدر أمني بأن "عائلة تسكن مدينة الكفل جنوبي بابل تعرضت إلى هجوم مسلح من أقربائها؛ بسبب وضع أحد أفراد العائلة إيموجي (أضحكني) بدل (أحزنني) على صورة أحد الأشخاص المتوفين، وهو من أقربائهم أيضاً".
وأضاف، الذي رفض الكشف عن اسمه لموقع "إرم نيوز"، أن "ذوي الشخص المتوفى نشروا صورته، بمناسبة مرور عام على وفاته، لكن أحد أفراد عائلة الضحايا، وهو صغير في العمر، وأمي لا يقرأ ولا يكتب، وضع إيموجي (أضحكني) على تلك الصورة، ما تسبب بغضب عائلة الشخص المتوفى".
وتحدث ذوو الضحايا لوسائل إعلام محلية أنهم تفاجأوا بالهجوم المباغت، مساء الأربعاء، دون سابق إنذار على منزلهم، وبدء إطلاق النار من الأسلحة تجاههم، ما تسبب بمقتل رب الأسرة وإصابة أخيه وابن أخيه.
ونفى ذوو الضحية وجود خلافات سابقة أو عداوات أدت إلى هذا التطور، مؤكدين أن القتيل كان قبل أيام في منزل المتورطين بالجريمة، بمناسبة مرور عام على وفاة أحد كبار عائلتهم.
وأظهر فيديو نشرته وسائل إعلام عراقية تشييع المئات من ذوي الضحايا جثمان القتيل، الذي سقط في الهجوم المسلح، وسط حالة من الدهشة والحزن على ما حصل.
وطالب ذوو الضحية الحكومة بالتدخل، والقصاص من المتورطين بتلك الجريمة.
وترى الباحثة الاجتماعية منى العامري أن "اللجوء إلى العنف ينبع من ثقافة انتشار واستخدام السلاح، وتفشي الجهل، وعدم إدراك العواقب لجريمة القتل، خاصة وأن العراق يضم ملايين الأميين، ممن لم يتلقوا أي تعليم، ما يجعلهم أسرى للجهل والتخلف، في ظل غياب القانون الرادع الذي يمكن أن يحد من تلك الجرائم".
وأضافت العامري، أن "الحكومة الحالية مدعوّة لإطلاق حملة واسعة لسحب الأسلحة من العشائر ومكافحة تلك الأساليب، التي تتسبب بسقوط الضحايا كما أنها تنشر ثقافة العنف بين الأجيال، وتعمق الثارات التي ستتواصل للسنوات المقبلة".
وأشارت إلى "ضرورة تعزيز الواقع التربوي والتعليمي، وحل المشاكل التي تعاني منها الوزارات التربوية، بما يؤسس لعملية ناجحة تنعكس على المجتمع بشكل سريع"، وفق تعبيرها.
وتلجأ أغلب العشائر في العراق، خاصة في محافظات الوسط والجنوب، إلى السلاح لحل النزاعات التي تحدث بينها، في حال فشلت مساعي التسوية أو تعويض المعتدى عليه بمبالغ مالية.
اضف تعليق