كشف الخبير الاقتصادي منار العبيدي، اليوم الثلاثاء، عن الجوانب الإيجابية وراء ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار رغم الآثار السلبية الكبيرة على المواطنين.

وقال العبيدي في تدوينة على موقع فيسبوك: إن "كل العراقيين في قلق كبير من ارتفاع سعر الدولار امام الدينار لما له من تأثير كبير على حياتهم، لكن يجب قبل ان نصاب كلنا بالرعب والذعر نحاول الإجابة عن بعض الأسئلة اقتصاديا وبطريقة محترفة قبل التحدث إعلاميا واثارة قلق المجتمع الذي لا يحتاج نتيجة كثرة الازمات الى المزيد من القلق".

وتسائل عن "ماهية تأثير ارتفاع سعر الدولار الحقيقي على نسب التضخم وهل هنالك علاقة طردية واضحة المعالم بين نسبة ارتفاع الدولار وارتفاع نسبة التضخم ومدى ارتباطهما زمنيا؟".

وأشار العبيدي الى، ان "البنك المركزي ما زال يصدر اعتمادات لاستيراد البضائع بقيمة ١٤٦٠ دينار للدولار، بعبارة أخرى من يستخدم الدولار لاستيراد البضائع فانه يشتري الدولار بالسعر القديم فهل سيلتزم التجار بالبيع بالأسعار القديمة اذا كانت الكلف ثابتة ام سيقومون برفع الأسعار من أجل تحقيق أرباح إضافية قد تكون هي العامل الأكبر على نسب التضخم".

كما تساءل العبيدي عن "ماهية القطاعات الأكثر تأثراً بارتفاع الدولار وما مقدار تأثيرها المباشر على حياة المواطن العراقي"، مبينا انه "على سبيل المثال ارتفاع سعر هاتف (الآيفون) لا يعادل بأهميته ارتفاع سعر كيلو الطحين لذلك يجب إيجاد دراسة مستفيضة واضحة عن تأثير الارتفاع على كل قطاع وتقديم حلول لتقليل تأثيره حسب أهمية القطاع بدلا من محاولة إيجاد حل عام قد يكون مستحيلا في هذه المرحلة".

وتابع "هل هنالك أي فائدة لارتفاع الدولار أمام الدينار؟ بالتأكيد تأثير ارتفاع الدولار اثاره سلبية كبيرة على حياة المواطن، ولكن يجب البحث عن بعض الاثار الإيجابية ومنها على سبيل المثال قدرة المشاريع الإنتاجية على المنافسة نتيجة ارتفاع أسعار المنتج كذلك العمل على تقوية النظام المصرفي واعتماد أساليب تحويل رسمية عبر مصارف الامر الذي سيشجع القطاع المصرفي على النمو والمساهمة في الناتج المحلي وكلا الامرين سيكون لهما انعكاسات على توفير فرص عمل حقيقية بعيدة عن القطاع الحكومي".

وشدد العبيدي على ان "السؤال الأهم الى متى نتجاهل المخاطر الحقيقية لاعتماد العراق على الدولار في التجارة الدولية اعتبارا من مبيعات النفط ومرورا بالاستيراد ومتى سنضع استراتيجية اقتصادية مالية تعمل على تنويع الاعتماد على العملات لتشمل عملات أخرى للدول التي نعتمد على الاستيراد منها بشكل كبير مثل اليوان الصيني و الليرة التركية والدرهم الاماراتي".

وأوضح "يرى الجميع بان ارتفاع سعر الدولار هو انهيار بالحقيقة الارتفاع اتى نتيجة إجراءات وليس نتيجة عوامل اقتصادية وربما سيكون لهذا الارتفاع نتائج إيجابية مهمة للاقتصاد العراقي وخصوصا في موضوع العمل وتقليل نسب البطالة والفقر اذا ما اقترنت بإجراءات حكومية صحيحة تعمل على تشجيع مختلف القطاعات".

اضف تعليق