اكد الخبير الاستراتيجي وفيق السامرائي ان الاستعادة المتوقعة لمدينة الرقة السورية من داعش من قبل قوات شعبية سورية معظمها من وحدات حماية الشعب الكردية يثير غضب الأتراك ويدفع نحو تعميق أسس المفاصلة التركية الأميركية، فأكراد سوريا يمثلون تحديا حقيقيا للسياسة التركية، بسبب وجود ثقل كبير لحزب العمال الكردستاني التركي في سوريا، التي احتضنته وساندته في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد، وساعدته في أن يكون مصدر التهديد الرئيسي لتركيا. بحسب قوله.
وقال السامرائي على صفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (لإيسبوك) ان "قصة الرقة تعيد جدلية الحسابات التركية ولعبها في الملف الكردي العراقي، حيث تضطر إلى مراجعة سياساتها الخاطئة في تشجيع أوهام مسعود في التمرد على سلطة بغداد، وإلا ستجد حدودها الجنوبية خط نار تحرق يديها التي لعبت كثيرا في أمن العراق وسوريا وأمن أوروبا من خلال موجات النازحين كثيرا".
واضاف "المؤشرات تدل على أن محافظة الرقة السورية ستخرج من سيطرة داعش، وقد تكون أساسا قويا لتشكيل كيان كردي هدفه الوصول إلى البحر المتوسط، وبذلك يتحول شمال سوريا إلى أخطر جزء من الحدود التركية، وتزداد قدرة حزب العمال الكردستاني وحزب حليفه بقيادة صالح مسلم".
لافتا "أما الفلوجة، فبات تحريرها وشيكا جدا، وستعود إلى حضن العراق وتحت سيطرة العراق، حالها حال كل محافظة الأنبار وكل شبر من أرض العراق، لأن قوات التحرير تؤمن بأن وحدة العراق مسألة عقائدية مقدسة، وهو ما نراه في افتراش قادة الحشد بكل تشكيلاته والجيش والشرطة.. للأرض، حيث يصف لنا الحاج هادي العامري رئيس منظمة بدر (وكل فصائل الحشد أخوة) رؤيته للدواعش في الفلوجة بـ (أنهم كانوا يتنفسون بأربع رئات، واحدة منها كانت الگرمة، والثانية الصگلاوية، وتستهدف رؤيته حرمان الدواعش من ذلك، والأهداف تتحقق تباعا بسرعة، رغم حصول تباطؤ مؤقت في قواطع أخرى)".
واشار السامرائي الى انه "يفترض التحسب الشديد (جدا) لمنع أي تواصل خليجي مع أي جزء محرر، بعد أن تحوّل الإعلام المركزي الخليجي إلى إعلام (طائفي)، وعلى السياسيين الشباب التنبه إلى هذا وعدم الوقوع في شرك تطلعات فريق حرب خليجي/ محلي، وعلى أجهزة الأمن العراقية متابعة بعض تحركات وإجتماعات ولقاءات مسؤولين فرضتهم المحاصصة. فالعراق فوق الشعارات القومچية الزائفة، والمطلوب أن يعود بعض العرب إلى العراق بنيات سليمة لا أن يذهب العراق إليهم".
اضف تعليق