علّق الأكاديمي والمختص في الفكر السياسي خالد العرداوي، اليوم السبت، على المحادثات الإيرانية – الأمريكية الجارية في العاصمة العُمانية مسقط، مؤكداً أن الوصول إلى صفقة نهائية واتفاق بين الطرفين سيعود بالنفع على الجميع في الشرق الأوسط، وخاصة العراق.
وقال العرداوي في منشور على صفحته في "فيسبوك" تابعته وكالة النبأ: "تجري واشنطن وطهران اليوم مفاوضات صعبة في سلطنة عُمان؛ تسميها واشنطن (بناء الثقة)، فيما تسميها طهران (التأكد من المصداقية)، أما الملفات المطروحة علناً فهي تتعلق بمنع إيران من إنتاج سلاح نووي وتفكيك برنامجها النووي، لكن الحقيقة أنها تتجاوز ذلك بكثير؛ فهي تهدف، من الجانب الأمريكي، إلى التفاوض حول مجمل السياسة الخارجية الإيرانية، لا سيما في الشرق الأوسط، ومحاولة دمجها في مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولذلك، ستكون برامج إيران التسليحية، وخطابها الخارجي، ووكلاؤها في المنطقة، ومناطق نفوذها، وتحالفاتها، وغيرها من الأمور ذات الصلة، مطروحة للنقاش والتفاوض."
وأضاف: "نعم، ترسل واشنطن رسائل تعبّر عن استعدادها لتقديم تنازلات لطهران، ولكن التنازلات المطلوبة من طهران أكبر وأكثر إيلاماً، ولهذا عبّر عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، عن اعتقاده بأن مدة الشهرين التي منحها الرئيس ترامب لطهران غير كافية للتوصل إلى صفقة نهائية. وقد تسعى إيران إلى كسب الوقت مع الولايات المتحدة، كما فعلت في السابق، لكن هذه الاستراتيجية قد لا تنجح مع إدارة مستعجلة، متهورة، وحازمة بشكل استثنائي، كإدارة الرئيس ترامب."
وأوضح أن "التوصل إلى صفقة نهائية واتفاق بين الطرفين سيعود بالنفع على الجميع في الشرق الأوسط، وخاصة العراق، لكنه لن يكون اتفاقاً بلا ثمن، إذ ستكون تكلفته عالية، وسيربح فيه أطراف ويخسر آخرون، مما سيكسر التوازنات ويغير المعادلات في المنطقة."
وأشار إلى أن "عدم التوصل إلى اتفاق ستكون له عواقب وخيمة على الجميع، وقد تعيد إيران تجربة عراق صدام حسين، حين فضّل الحرب على التفاوض في عامي 1990 و2003، إلا أن نتائج هذا السيناريو بالنسبة لإيران والمنطقة قد لا تختلف كثيراً عن نتائج تجربة العراق، ما يعني مزيداً من عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، ربما لعقود قادمة."
وتابع: "إنه وقت القادة الاستراتيجيين، لا وقت القادة المتهورين والمغامرين الذين لا تغادر عيونهم الميدان، فيفضّلون جعجعة السلاح على حساب السلم والأمن الإقليمي والدولي."
ع.ع
اضف تعليق