تعيش الكويت أزمات متتالية بسبب الصراع بين الحكومة التي يعينها أمير البلاد أو نائبه والبرلمان المنتخب انتخابا مباشرا من الشعب الأمر الذي أعاق الإصلاحات الاقتصادية والمالية في البلد الغني بالنفط.
وبدأ الكويتيون اليوم الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم الخمسين في مجلس الأمة وذلك للمرة الثالثة خلال سنتين ونصف، وهي مدة قياسية.
تأتي هذه الانتخابات بعد حكم المحكمة الدستورية في آذار/مارس الذي أبطل انتخابات أيلول/سبتمبر الماضي وأعاد برلمان 2020، الذي كان ولي العهد أمر بحله العام الماضي بعد أزمة سياسية طاحنة بين نواب المعارضة وحكومة الشيخ صباح الخالد الصباح آنذاك.
ودخلت الحياة السياسية بعد هذا الحكم حالة من الغموض، لا سيما أن برلمان 2020 الذي تمت إعادته لم يكن على وفاق مع الحكومة الجديدة التي يرأسها الشيخ أحمد نواف الصباح نجل أمير البلاد.
وفي أول أيار/مايو تم حل برلمان 2020، مرة ثانية بمرسوم أميري والعودة للشعب لاختيار ممثليه من جديد. وأصدر ولي العهد، الذي يتولى معظم صلاحيات الأمير، بعدها مرسوما آخر بإجراء الانتخابات البرلمانية التي تجرى اليوم.
الأقل في خمسة عقود
ويتنافس في هذه الانتخابات 207 من المرشحين والمرشحات، وهو الأقل منذ أكثر من خمسة عقود. بينما يبلغ عدد الناخبين من الرجال والنساء نحو 794 ألفا.
وقال أنور الرشيد الناشط الحقوقي والخبير في الانتخابات إنه متفائل ويتوقع مشاركة "جيدة نظرا لارتفاع الوعي بين المواطنين".
وقال "الوعي رائع جدا. نسمع أصواتا شبابية ترفض القبلية وترفض شراء الأصوات وتدعو لانتخاب المرشح الأصلح.. هذا تطور ممتاز".
وأكد الرشيد أن "استمرار الانتخابات هو بحد ذاته كفيل بإصلاح أخطاء التجربة الديمقراطية.. الإرادة الشعبية مصرة على حقها في المشاركة، ورغم كل الممارسات (الخاطئة) إلا أن الروح الكويتية ظلت تقاوم دوافع عدم المشاركة".
واعتبر أن من أسماهم "بكارتلات (جماعات) الفساد" هم من يدعون لمقاطعة الانتخابات حتى يكون حظهم أوفر في الفوز بمقاعد البرلمان، داعيا المجلس القادم إلى تعديل القوانين المقيدة للحريات وإنشاء مفوضية عليا مستقلة للانتخابات، يختار البرلمان مسؤوليها وليس الحكومة.
وتحظر الكويت الأحزاب السياسية لكن البرلمان يتمتع بصلاحيات كبيرة مقارنة بباقي دول الخليج، منها الحق في استجواب رئيس الوزراء والوزراء وإقرار القوانين ورفضها وإلغاؤها. لكن الأمير له الكلمة الفصل في شؤون البلاد وله صلاحية حل البرلمان.
وتُجرى الانتخابات في 759 لجنة انتخابية موزعة على 118 مدرسة في محافظات الكويت الست.
وتُجرى الانتخابات تحت إشراف القضاة ووفقا لنظام الصوت الواحد الذي يعني أن لكل ناخب الحق في منح صوته لمرشح واحد فقط، وتتم عملية الاقتراع في يوم واحد من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء.
وتتكون الكويت من خمس دوائر انتخابية، لكل دائرة عشرة نواب، حيث يفوز المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة بعضوية البرلمان.
وقال مجلس الوزراء إنه استعرض في اجتماعه أمس الاثنين آخر الترتيبات والاستعدادات لتنظيم انتخابات مجلس الأمة 2023 "لتمكين الناخبين والناخبات من اختيار مرشحيهم بسهولة وسط أجواء من الحرية والديمقراطية".
اضف تعليق