كربلاء: أوس ستار الغانمي
أبناء هذا الوطن الغالي، نحنُ من نزرع بذور الأمل في كل مكان، من نواجه الرياح العاتية بكل شجاعة، من نذوب في معركة الحياة اليومية دفاعاً عن قوت أسرنا، وقدرتنا على الاستمرار. نحن موظفو عقود الأمن الغذائي، الذين أخلصوا العمل ورفعوا الراية عالياً في أوقات كانت الحاجة فيها أشد ما تكون إلى التضحية والتفاني.
مضت السنوات ونحن في الساحة، نحمل على أكتافنا أعباءً ثقيلة، لا نطلب سوى فرصة أمل تُنير الطريق في عتمة الأيام. شهدنا على أنفسنا، أمام الله، وأمام وطننا، أننا كنا هناك في قلب الميدان، نساهم في تأمين ما يحتاجه المواطن، نعمل بجد وبإخلاص لا يلين. لكن، هل آن الأوان ليُسمع صوتنا؟ هل باتت حاجتنا إلى الأمن الوظيفي حقاً مشروعاً لا يقل أهمية عن أي حق آخر؟
إنّنا لا نطالب بالمستحيل، بل بكل بساطة نريد أن نكون جزءاً من هذا الوطن بشكل ثابت. نريد أن نحصل على حقوقنا التي طالما ناضلنا من أجلها، حقوقنا التي لا تأتي إلا بالتثبيت في دوائر الحكومة. لقد أثبتنا كفاءتنا وجدارتنا في ظل أصعب الظروف، لكننا ما زلنا عالقين في دائرة القلق والشكوك، تنتابنا مخاوف من غدٍ مجهول، في وقت نحتاج فيه إلى الاستقرار والأمان.
نُناشد رئاسة الوزراء، أن تتبنى هذه القضية التي هي جزء من حياة كل فرد منا. نعلم أن هناك أولويات كثيرة في أروقة الحكومة، ولكننا نؤمن أن العدالة لا تكون إلا بتوزيع الحقوق، لا بإغفالها. إن التثبيت في الدوائر الحكومية ليس مطلباً فردياً، بل هو حق جماعي لآلاف من الموظفين الذين يرون في هذا الوطن بيتهم الأول والأخير. حقٌ يكفل لهم العيش بكرامة، ويعزز من قدرتهم على العطاء والتطوير، فمستقبلنا لا يتوقف على الوظيفة فقط، بل على الاستقرار الذي نحتاجه لنقدم الأفضل.
كما نطلب من وزارة المالية أن تُدرجنا ضمن خطط التثبيت، وأن تأخذ في اعتباراتها قيمة الإخلاص والجدية التي أظهرناها طوال سنوات عملنا. ليس من العدل أن نبقى في حالة من الغموض، من دون أن نعرف إلى أين تتجه بنا الأيام.
في كل يوم نكافح لتلبية احتياجاتنا الأساسية، وفي كل لحظة نلتزم بأداء واجبنا تجاه وطننا بكل تفانٍ، فهل آن الأوان ليُحتسب جهدنا؟ أن تُعترف تضحياتنا؟ نحن أبناء هذا الوطن، نطلب أن تُمنح لنا فرصة أن نثبت كما ثبتنا في عملنا، أن يُعترف بنا كما يعترف الغيم بالأمطار التي تروي الأرض العطشى.
دعونا نكون جزءاً من بناء وطننا بشكل مستدام. لا تجعلونا نكمل المسير ونحن محملين بقلق مستمر، فقد أصبحنا بحاجة إلى الأمان الوظيفي كما نحن بحاجة إلى الغذاء والماء. نحن باقون هنا، ننتظر منكم الإجابة، ننتظر استجابة تليق بحجم تضحياتنا وأحلامنا.
س ع
اضف تعليق