لطالما وُضعت اللحوم الحمراء في دائرة الاتهام، حيث ارتبطت بالسمنة، السكري، ارتفاع الكوليسترول، وحتى أشكال متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون.
ومع ذلك، كشف الدكتور بيتر عطية، الطبيب الكندي الأمريكي المتخصص في طول العمر، عن رؤيته المثيرة للجدل بشأن هذا الموضوع.
في حديثه ضمن البودكاست البريطاني TRIGGERnometry، ناقش الدكتور عطية دور النظام الغذائي في الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى أن العديد من الدراسات التي تربط اللحوم الحمراء بسرطان القولون المبكر – وهو السرطان الذي يصيب الأشخاص تحت سن الخمسين – تعتمد على "علم سيئ للغاية" مليء بالتناقضات والأخطاء.
تاريخيًا، أشارت أبحاث متعددة إلى أن استهلاك اللحوم الحمراء قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، نظرًا لاحتوائها على مستويات عالية من الدهون المشبعة، وإمكانية إنتاج مواد كيميائية ضارة أثناء عملية الهضم تهاجم الخلايا المبطنة للقولون.
كما شجعت الحكومة الأمريكية المواطنين على تقليل تناول اللحوم الحمراء، واللجوء إلى بدائل مثل البروتينات النباتية والدجاج.
لكن الدكتور عطية أوضح أن معظم هذه الدراسات تفتقر إلى التمييز بين اللحوم المصنعة مثل الهوت دوج واللحوم غير المصنعة مثل شرائح اللحم.
وأضاف أن الأبحاث غالبًا ما تفشل في مراعاة الفروق في أنماط الحياة، حيث إن الأشخاص الذين يتجنبون اللحوم الحمراء يميلون إلى اتباع أنظمة غذائية متوازنة وممارسة الرياضة، مما يجعلهم أقل عرضة للأمراض المزمنة.
كما أشار عطية إلى، أن اللوم الموجه للحوم الحمراء قد يكون نتيجة للخلط بين العوامل المرافقة للسلوكيات الغذائية غير الصحية، بدلًا من أن يكون اللحم نفسه هو السبب المباشر.
تصريحاته تعكس أصواتًا مشابهة، مثل الدكتور عاصم مالهوترا، الذي أكد في أوقات سابقة أن العديد من التحليلات الغذائية الحديثة تغفل عن التفاصيل الدقيقة وتبني استنتاجاتها على افتراضات غير دقيقة.
إلى الآن، يبقى الجدل قائمًا بين مؤيدي تقليل استهلاك اللحوم الحمراء ومن يرون أن خطرها قد يكون مبالغًا فيه.
ما يتفق عليه الجميع هو أهمية اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب الخيارات الغذائية غير الصحية.
م.ال
اضف تعليق