منحت جامعة مانشستر، المدرب الإسباني بيب غوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، الدكتوراه الفخرية، خلال حفل رسمي أُقيم يوم الاثنين، تقديراً لمساهماته البارزة في المدينة منذ توليه قيادة الفريق في عام 2016، وما تركه من أثر رياضي وإنساني واضح.
لكن الحدث الرياضي والأكاديمي تحوّل إلى منبر إنساني، حين استغل غوارديولا كلمته في الحفل للحديث عن مآسي العالم، مركّزاً بشكل خاص على ما يجري في قطاع غزة، حيث يعيش المدنيون تحت ويلات العنف والحصار.
وقال غوارديولا في كلمة مؤثرة: "ما يحدث هناك مؤلم للغاية، آلاف الضحايا الأبرياء، أطفال يُقتلون، وعائلات تُشرّد، والناس يتفرجون بصمت."
وأضاف: "ما نشاهده في غزة أمر مؤلم للغاية، هذا يؤلم جسدي... آلاف الأطفال يُقتلون، آلاف العائلات تتعذّب، ومع ذلك يتابع العالم بصمت."
المدرب الإسباني أوضح أن حديثه لا ينطلق من موقف سياسي أو أيديولوجي، بل من منطلق إنساني بحت. وقال: "رسالتي لا تتعلق بالأيديولوجيا، بل بحب الحياة والإنسانية... قد يظن البعض أن ما يحدث ليس من شأننا، لكني أقول لهم: ربما تكون الضحية القادمة أنت أو طفلك."
وتابع غوارديولا متسائلاً بحرقة: "عندما بدأ الحصار على غزة، بدأت أرى الصور ومقاطع الفيديو... وأنا في حالة رعب. البعض يظن أننا نعيش بعيداً عنهم، لكن ذلك لا يعفينا من المسؤولية."
واختتم غوارديولا كلمته بتشبيه رمزي: "أشبه نفسي بذلك الطائر الصغير الذي حاول إخماد حريق هائل في الغابة برش قطرات من الماء. سخروا منه، لكنه قال: أنا أقوم بدوري."
وأكد أن الصمت في مواجهة الظلم ليس خياراً، داعياً إلى ضرورة امتلاك الشجاعة للدفاع عن المبادئ والإنسانية، مضيفاً: "قوة العالم الحقيقية تكمن في عدم الصمت وامتلاك المبادئ."
يُذكر أن غوارديولا قاد مانشستر سيتي إلى تحقيق إنجازات كبرى، أبرزها ثلاثية تاريخية في موسم 2023، لكنه لطالما أظهر اهتماماً بالقضايا الإنسانية، وسبق له أن عبّر عن مواقفه تجاه قضايا حقوق الإنسان في أكثر من مناسبة.
م.ال
اضف تعليق