أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أهمية الاجتماع الدولي الثالث عشر للممثلين رفيعي المستوى المعنيين بقضايا الأمن، واعتبره منصة محورية لتعزيز الاستقرار والسلام على المستوى العالمي، مشدداً على ضرورة بناء نظام أمني جديد قائم على المساواة وعدم الإقصاء.
وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام المشاركين: "في التاسع من مايو/أيار، احتفلنا رسمياً بذكرى النصر في الحرب الوطنية العظمى، وكان ذلك رمزاً للتوحد حول قيم الانتصار، ودليلاً على عزم أصدقائنا وشركائنا على بناء عالم أكثر أمناً".
وأضاف: "أنا على يقين بأن هذا الاجتماع سيسهم في بلورة نهوج جديدة مهمة، وتعزيز حوار بنّاء يخدم مصالح البشرية جمعاء".
وجدد بوتين تأكيده على ثبات الموقف الروسي بشأن ضرورة إقامة هيكل أمني عالمي عادل.
وقال: "نهجنا ثابت، لقد قلت مراراً إننا نؤمن بأن النظام الأمني الجديد يجب أن يكون متساوياً وغير قابل للتجزئة، أي أن تحصل كل دولة على ضمانات أمنية قوية، ولكن من دون المساس بأمن ومصالح الدول الأخرى".
وشدد الرئيس الروسي على أهمية تحويل قارة أوراسيا إلى فضاء للسلام والاستقرار، معتبراً أنها يجب أن تكون نموذجاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستدامة.
ورأى أن من الممكن تأسيس هذا النموذج الأمني من خلال الاستفادة من الأطر متعددة الأطراف القائمة مثل منظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة دول جنوب شرق آسيا.
كما دعا بوتين إلى الاستفادة من الدروس التاريخية في بناء الشراكات الأمنية، لا سيما مع حلول الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية، والتي قال إنها شكّلت نقطة تحول كبرى في تاريخ العلاقات الدولية.
وفي سياق متصل، أشار بوتين إلى أهمية صون الحقيقة التاريخية لما جرى خلال الحرب الوطنية العظمى، قائلاً: "من المهم للغاية اليوم الدفاع عن حقيقة تلك الأحداث، والتصدي لمحاولات تزوير التاريخ، أو تقليل شأن الدور المحوري الذي لعبته شعوب الاتحاد السوفييتي في الانتصار على ألمانيا النازية، فضلاً عن ضرورة مواجهة محاولات تمجيد المجرمين النازيين وشركائهم".
يأتي هذا التصريح في وقت تتواصل فيه التوترات بين موسكو والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث تشدد روسيا على رفضها التام لتوسع حلف شمال الأطلسي شرقا، وتدعو إلى بناء نظام أمني عالمي جديد متعدد الأقطاب، في مقابل ما تصفه بالهيمنة الغربية.
م.ال
اضف تعليق