أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون(42 سنة) صباح الأربعاء في باريس ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في بلاده، والمقرر إجراؤها في أيار/مايو 2017.
بعد شهور من الترقب، أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون (38 سنة) الأربعاء ترشحه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في 2017 دون المرور عبر خانة الانتخابات التمهيدية اليسارية التي دعا إليها ما يسمى "التحالف الشعبي الجميل" والمزمع إجراؤها في شهر كانون الثاني/يناير المقبل.
وفي زيارة إلى بلدية بوبينييه الواقعة بضاحية باريس الشمالية، قدم ماكرون توضيحات حول الدوافع وراء ترشحه رسميا لمنصب الرئيس، قائلا: "أنا مرشح لرئاسة الجمهورية"، مؤكدا أن شعاره هو "الأمل"، مشددا على ضرورة الخروج من "الوضع السياسي الجامد لمواجهة تحديات عصر جديد".
وقال إيمانويل ماكرون، الذي أطلق حركة سياسية اسمها "ماضون قدما" أنه قرر الترشح للانتخابات الرئاسية لمساعدة فرنسا على "الدخول في القرن الواحد وعشرين ولكي تسترجع ماضيها العريق". وأضاف: "أريد أن تكون فرنسا حرة وفخورة بتاريخها وبثقافتها وبرجالها ونساءها"، داعيا إلى "ثورة ديمقراطية عميقة تشمل كل المجالات والمؤسسات لمواكبة الأحداث والتطورات التي يفرضها العالم الجديد سواء كان في مجال الشغل أو حماية البيئة، أو في ما يتعلق بأساليب الحكم".
وانتقد ماكرون الأحزاب السياسية التقليدية التي "تعرقل تطور البلاد"، داعيا الشعب الفرنسي بمختلف أطيافه إلى الوقوف بجانبه ومساعدته للتغلب على المشاكل التي يواجهها.
ويأتي ترشح ماكرون لانتخابات الرئاسة الفرنسية قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى للانتخابات التمهيدية لليمين والوسط وقبل شهر ونصف الشهر من موعد الانتخابات التمهيدية التي سينظمها "التحالف الشعبي الجميل".
وعلى الرغم من أن ايمانويل ماكرون برز مؤخرا في عالم السياسة ولم يمتحن ولو مرة واحدة شعبيته لدى الفرنسيين، إلا أنه يشكل منافسا إضافيا لمرشحي اليسار فيما أصبح يزعزع مرشح "الجمهوريون" ألان جوبيه الذي يعول كثيرا على أصوات مناضلي اليسار والوسط في الانتخابات التمهيدية. فهل سيحرم ماكرون جوبيه من الفوز بترشيح اليمين والوسط؟
دخل ماكرون عالم السياسة كمساعد لأمين عام الرئاسة الفرنسية في 2012، قبل تعيينه وزيرا للاقتصاد في شهر أغسطس/آب 2014 خلافة لأرنو مونتبور.
ولم يدرك الرئيس فرانسوا هولاند آنذاك أن الشاب الذي كان يرعاه ويدافع عنه يملك طموحات سياسية من شأنها أن تقوده إلى سدة الحكم.
واستقال ماكرون من الحكومة الفرنسية في أغسطس/آب الماضي ليتفرغ لحركته السياسية، "ماضون قدما"، التي استقطبت أعدادا كبيرة من الفرنسيين. وقالت متحدثة باسم الحركة في نيسان/أبريل الأخير إن ماكرون "سيستعيد حريته لمواصلة العمل في إطار فرصة سياسية جدية."
ويصف ماكرون نفسه بـ "الرجل الحر" الذي لا يخضع لأي "حزب أو نظام سياسي". بل هو يدافع عن طريقة جديدة في ممارسة الحكم ترتكز على الديمقراطية الحقيقية وتستند قوتها من إرادة الشعب، مكررا عدم وجود أي حل سحري لإخراج فرنسا من محنتها الاقتصادية والاجتماعية سوى العمل وتكاثف الجهود.انتهى/س
اضف تعليق