حظيت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى فرنسا صباح اليوم باهتمام الصحف الفرنسية، التي رأت الزيارة نجاحا للدبلوماسية الفرنسية ساهم بتهدئة الأوضاع وإيجاد مخرج للسعودية في ملف الحريري بعدما اتهمت الرياض باحتجازه.
جريدة لوموند قالت إن باريس حفظت ماء وجه العربية السعودية بإخراج الحريري إلى فرنسا، وإعلانه العودة قريبا إلى لبنان يوم 22 من الشهر الجاري للاحتفال بيوم الاستقلال.
ونقلت عن رجل أعمال غربي مستقر بالسعودية قوله إن الرئيس إيمانويل ماكرون لعب بذكاء في ملف الحريري حيث عمل على تهدئة الوضع بلبنان، وفي الوقت نفسه حماية السعودية من الضغوط الدولية المتزايدة عليها.
وأضافت لوموند أن فرنسا تريد لعب دور الوساطة الدولية خاصة في ملفات الشرق الأوسط، وهو دور سبق أن اضطلعت به في السابق، يساعدها في ذلك حفاظها على علاقات مع اللاعبين الأساسيين ومنهم إيران وحزب الله، على عكس الولايات المتحدة الأميركية، حيث يحتفظ وزير الخارجية جون إيف لودريان بعلاقات متميزة مع كل من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، منذ كان وزيرا للدفاع في حقبة فرانسوا هولاند، مقابل تجاهل شبه تام للأساليب القمعية التي تستخدم داخل الإمارات والسعودية على حد سواء.
وذكرت لوموند أن الدبلوماسية الفرنسية نشطت بقوة في ملف الحريري منذ بدايته، حيث التقى ماكرون محمد بن سلمان، والتقى السفير الفرنسي بالسعودية سعد الحريري في مقر إقامته، وزار وزير الخارجية لودريان الرياض، وفي المقابل ألغى لودريان زيارته لطهران التي كان يفترض أن يتوجه إليها، وانتقد في مؤتمر صحفي بالرياض نزعة الهيمنة لديها.
لوفيغارو قالت من جانبها إن ماكرون سيستقبل الحريري وأسرته في حفل غداء يقام على شرفه، ونقلت عن وكالة الصحافة الفرنسية قولها إنه تباحث قبل سفره إلى فرنسا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
الصحيفة بدورها أشادت بنشاط الدبلوماسية الفرنسية التي سارعت لإنقاذ القضية بعدما وصلت إلى الباب المسدود.
وذكرت إذاعة فرنسا الدولية (RFI) من جهتها أن الطبقة السياسية اللبنانية تنفست الصعداء بعد وصول الحريري إلى باريس، رغم وجود أسئلة كثيرة تلف الموضوع من دون أجوبة.
وقالت إن الرئيس اللبناني ميشال عون تأسف لبقاء نجلي الحريري بالسعودية بحجة مواصلة دراستهما، مضيفة أن حكام لبنان طالبوا بعودة سريعة للحريري إلى البلاد الاثنين أو الثلاثاء، متعهدين بإلغاء احتفالات الاستقلال المقررة الأربعاء، وتعويضها بمظاهرات تطالب بعودته.
أما جريدة ليبراسيون فقد تساءلت في مقال لماذا حل الوزير الأول اللبناني المستقيل بفرنسا؟، ورصدت تفاصيل الأزمة منذ بدايتها، وأعلنت أن السعودية تحت النفوذ القوي لولي العهد محمد بن سلمان هي التي قادت الاستقالة المفاجئة لسعد الحريري من الرياض.
وتحدثت الصحيفة عن الاتهامات التي وجهت للسعودية باحتجاز رئيس الحكومة اللبناني الذي سارع من جهته لنفي ذلك في حواره مع تلفزيون لبناني، وأبرزت أن ذلك حدث بتزامن مع اعتقالات واسعة شهدتها السعودية وشملت شخصيات سعودية بارزة بتهمة الفساد.
وركزت لونوفيل أوبسرفاتور -بعد أن سردت تفاصيل الملف من بدايته- على انتقادات إيران لفرنسا ردا على انتقادات لودريان لها، حيث اتهمت طهران باريس بأن لديها رؤية منحازة من شأنها مفاقمة أزمات المنطقة، في حين صرح ماكرون بأن فرنسا تتحدث إلى الجميع، معبرا عن رغبته في الحوار مع إيران.
ونقلت ليكسبريس تصريحا لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الخميس حذر فيه من أن أي تدخل خارجي ببلاده من شأنه تحويل لبنان إلى مصير مشابه لسوريا. انتهى /خ.
اضف تعليق