أكد رامون ماركس، وهو محامٍ دولي متقاعدٍ، في مقالًا على موقع "ناشونال إنترست"، إنَّه بغضِّ النظر عمن سيفوز في الحرب الأوكرانية، ستكون الولايات المتحدة هي الخاسر الإستراتيجي.
وقال ماركس؛ ان "روسيا ستقيم علاقاتٍ أوثق مع الصين ودولٍ أخرى في أوراسيا (أوروبا وآسيا)، منها الهند وإيران ودول الخليج، وستنجرف بعيدًا ونهائيًّا عن الديمقراطيات الأوروبية وواشنطن".
واضاف أن "موسكو عندما أردكت أنَّه لم يعد بإمكانها الاحتفاظ بأوروبا أكبر عميلٍ للطاقة، تحركت لزيادة مبيعاتها من الوقود الأحفوري مع آسيا، ولاسيما الصين والهند".
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت روسيا أكبر مزوِّد نفط للصين، لتحلَّ بذلك محلَّ السعودية، ولكن ستحدُّ سعة النقل من كمية الوقود الأحفوري التي يمكن لروسيا بيعها للصين.
وتمتلك روسيا حاليًّا طريقًا واحدًا للنفط البري إلى الصين، وهو خط أنابيب "ESPO"، أما خط أنابيب الغاز الوحيد قيد التشغيل حاليًّا هو "Power of Siberia".
واشار ماركس الى إنَّ "توثيق العلاقات في مجال الطاقة بين الصين وروسيا سيساعد على تقريبهما من كونهما حلفاء إستراتيجيين في أوراسيا، ومن خلال وجود مورد طاقة روسي ملتزم، ستحصل الصين حتمًا على مزيدٍ من المرونة الإستراتيجية للتعامل مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين في المحيطين الهندي والهادئ".
وكما لم تكن الهند وحدها التي امتنعت عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي انتقد روسيا لغزوها أوكرانيا، فقد رفضت 34 دولة أخرى اتخاذ موقف الغرب نفسه من روسيا. يعيش ثلثا سكان العالم في دولِ امتنعت عن التنديد بروسيا في غزوها لأوكرانيا. وحتى المكسيك المجاورة لأمريكا رفضت إدانة روسيا أو الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية عليها. وهو ما يزيد الوضع سوءًا بالنسبة لأمريكا، وفق تحليل ماركس.
ويختم ماركس مقاله بقوله: "لم تعد الولايات المتحدة القوة المهيمنة الوحيدة في العالم. يجب أن يحدث المزيد من تقاسم الأعباء في نظام التحالف الأمريكي عاجلاً أم آجلاً للتعامل مع واقع عالم متعدد الأقطاب".
اضف تعليق