اتفق العراق وروسيا على تطوير علاقاتهما في المجالات التقنية والفضائية والاقتصاديِّة والتجاريِّة والزراعيِّة والصناعيِّة، في حين أعلن وزير الخارجية ابراهيم الجعفري عن توجه بغداد إلى شراء منظومة صواريخ إس 400 الروسية الدفاعية.
جاء ذلك عقب توقيع محضر الاجتماع السابع للجنة المُشترَكة العراقيَّة-الروسيَّة في موسكو اليوم من الجانب العراقي وزير الخارجية إبراهيم الجعفريّ، ومن الجانب الروسي ديمتري روغوزين نائب الرئيس الروسيّ.
واشار الجعفري عقب التوقيع الى انه قد جرت بين الجانبين خلال اليومين الماضيين مناقشة تعميق العلاقات العراقـيَّة-الروسيَّة على أكثر من صعيد، ومنها الملفات ذات الطابع الاستراتيجيّ، والحيويّ اقتصاديّاً، وخدميّاً، وصناعيّاً، وتجاريّاً، وزراعيّاً، وكلُها باتجاه واحد هو الحرص على تبادل المصالح المُشترَكة. ووصف اجتماعات اللجنة المُشترَكة بأنها تـُشكـِّل مُنعطفاً نوعيّاً في الارتقاء بالعلاقات العراقـيَّة-الروسيَّة إلى أحسن ما تكون، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاربعاء تابعته "إيلاف".
العراق يتجه إلى شراء منظومة صواريخ روسية دفاعية
وأضاف الجعفري في تصريح صحافيّ مُشترَك مع روغوزين ان العراق ينوي شراء منظومة صواريخ دفاعيَّة روسية، حيث يتجه الى الاستفادة من هذه الفرصة.. وقال "نحن ندرس الإشكالات كافة، وما يُحيطها من صُعُوبات، ونعمل على تذليلها، مُضِيفاً ستدخل في حيِّز الدولة؛ لغرض أخذ القرار النهائيِّ في هذا الصدد، وسنُعلِن عن ذلك في حينه" في اشارة الى اعتراضات اميركية على شراء هذه المنظومة الصاروخية الروسية المعروفة إس 400.
اجتماع اللجنة العراقية الروسية المشتركة في موسكو
وشدد على أن للعراق الحقُّ في أن يبحث عن أفضل الفرص لتعزيز وضعه الدفاعيِّ بعدما دفع ثمناً غالياً في مُحارَبة الإرهاب، وما تعرَّضت له ثرواته، وإنسانه من تدمير.
وكانت واشنطن قد حذرت العراق ودولًا أخرى الخميس الماضي من تبعات عقد صفقات لشراء أسلحة روسية، وذلك وفقا لقانون "مواجهة أعداء أميركا عبر العقوبات". وفي ردها على سؤال عن احتمال اقتناء بغداد منظومات "إس-400" الروسية للدفاع الجوي أكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن الولايات المتحدة تتحادث مع دول كثيرة ومنها العراق لتشرح مغزى القانون المذكور والتبعات الممكنة لعقد هذه الدول صفقات دفاعية مع روسيا.
آلية تعاون بين الوزارات العراقية والروسية
عقب تصريح الجعفري اشار دميتري روغوزين قائلا "اليوم احرزنا تقدُّماً كبيراً في عمل اللجنة الحكوميَّة، وقد تمَّت مُناقشة آفاق التعاون الجديدة، ونبدأ في مجال الطاقة؛ من أجل ضمان حُصُول الشعب العراقيِّ على إيرادات.
وأوضح أنَّ النجاحات العسكريَّة التي حقـَّقها العراق على الإرهاب تحتاج نجاحات اقتصاديَّة كبيرة، وهو ما تشهده العلاقات الروسيَّة-العراقيَّة. واوضح قائلا "شكـَّلنا آليَّة للتعاون المُباشِر بين الوزارات الروسيَّة، والعراقـيَّة؛ من أجل الحلِّ السريع للمسائل كافة في إطار هذا التعاون المُثمِر".
واضاف "انتقلنا الآن لتطوير المجالات المُهمَّة للتعاون الثنائيِّ في المجال التقنيِّ، والفضائيِّ، والاقتصاديِّ، والتجاريِّ، والزراعيِّ، والصناعيِّ، والبنائيِّ، وغيرها".
تنمية التعاون بين قطاعات العمل في البلدين
وكان الجعفريّ قد ترأس الجانب العراقيَّ في الاجتماع السابع للجنة العراقـيَّة-الروسيـَّة المُشترَكة، فيما ترأس الجانب الروسيَّ روغوزين نائب الرئيس الروسيّ في العاصمة موسكو ، حيث أجرى الجانبان تقييماً لبرنامج تنمية العلاقات التجاريَّة، والاقتصاديَّة، وأكّدا سعيهما المُشترَك الى تقويتها، وتعميقها، وأهميَّة دور غرفة التجارة والصناعة في روسيا الاتحاديَّة، واتحاد غرف التجارة العراقـيَّة، ومجلس الأعمال العراقيّ-الروسيّ في تطوير التعاون بين البلدين.
وأعربا عن استعدادهما لمُواصَلة تقديم الدعم اللازم الى قطاع الأعمال في البلدين لتنمية التعاون البنّاء بما في ذلك تبادل زيارات رجال الأعمال، والمُشارَكة في المعارض الدوليَّة، والمُتخصِّصة، والمُؤتمَرات، وغيرها من الفعاليَّات التي تجري في العراق وروسيا، إضافة إلى تبادل المعلومات التجاريَّة.
كما استعرض الجانبان الوضع الحاليَّ، وآفاق التعاون المُستقبَليَّة في مجال التجارة، والاستثمار، حيث عبَّر الجعفريّ عن اهتمام العراق بأن يقوم الجانب الروسيّ بتجهيز مُعدّات، وموادّ البناء للعراق، كما اقترح دراسة موضوع تجهيز المضافات الغذائيَّة.
واتفق الطرفان على تنشيط، وتفعيل التعاون التجاريّ، والاقتصاديِّ، والاستثماريّ، والتعاون في مجالات الطاقة، والصناعة، والنقل، والزراعة، والسياحة.
وأعرب الطرف الروسّي عن استعداده لتطوير، وتوسيع التعاون في مجال بناء مرافق الطاقة الكهربائيَّة، والبنية التحتـيَّة في العراق، واستعداده للتعاون في المجال الماليِّ، والمصرفيِّ، والجمركيّ، والتعاون في مجال الاستكشاف الجيولوجيّ، والموارد المائـيَّة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والإعلام، والإعمار والإسكان، والبلديَّات، وتشييد الطرق والجسور، والماء والمجاري، والمُشارَكة في مشاريع إعادة الإعمار للمناطق المُحرَّرة، و التعاون في مجال التعليم.
تعاون علمي عراقي روسي
واتفق الطرفان على تعزيز التبادل العلميّ، والأكاديميِّ، وإقامة علاقات الشراكة المُباشِرة بين المُؤسَّسات التعليميَّة، والعلميَّة في روسيا والعراق.
وفي مجال الصحّة اتفق الطرفان على مُواصَلة التعاون البنـَّاء في إطار الأشكال المُتعدِّدة الأطراف على حدّ سواء، بما في ذلك منظمة الصحّة العالميّة، والإسراع في إنجاز مُسوَّدة مُذكـَّرة التفاهم بين وزارة الصحّة العراقـيَّة، ونظيرتها الروسيَّة، والتعاون في مجال التعليم الطبِّيِّ، بما في ذلك تدريب الكوادر الطبِّيَّة العراقـيَّة في المُؤسَّسات الطبِّـيَّة الروسيَّة.
وفي مجال التعاون الثقافيّ اتفق الطرفان على تنفيذ قرارات الاتفاقـيَّة الثقافـيَّة العلميَّة بين العراق وروسيا، وبذل الجُهُود لحماية الممتلكات الثقافـيَّة، ومكافحة عمليَّات سرقتها، وتهريبها.
وأبدى الجانب الروسيّ الاهتمام بتطوير التعاون في مجال الطيران المدنيّ، وبناء، وتجهيز السفن، والمُعدّات البحريَّة للعراق للاستخدام المدنيّ.
واتفق الطرفان على عقد الدورة الثامنة لاجتماع اللجنة المُشترَكة في بغداد عام 2019، وسيتمّ الاتفاق على موعد عقدها، وجدول أعمالها عبر القنوات الدبلوماسيَّة. انتهى/خ.
اضف تعليق