ناقش مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية ضمن ملتقى النبأ الإسبوعي الذي تستضيفه مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، الورقة البحثية النقاشية الموسومة "دور الملتقيات الفكرية في بناء الوعي الحضاري" للتدريسي بجامعة بابل والباحث في ذات المركز، د. قحطان حسين اللاوندي، بحضور شخصيات أكاديمية ومدراء مراكز بحوث ودراسات وحقوقيين ومهتمّين بالشأن العراقي وصحفيين وناشطين مدنيين.

وقال اللاوندي، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، أنّ "من المظاهر الحضارية التي تتّسم بها المجتمعات الإنسانية هي تعدّد الملتقيات الفكرية والثقافية والحوارية، والتي تُعقد من قبل مؤسسات أو أشخاص مهتمّين بالجانب الفكري لمختلف المواضيع، إذ تُعد هذه الملتقيات بتعدّدها وتنوّعها تعبيراً عن تفاعل العقل الإنساني من مشكلات بيئته في مسعى لإيجاد الحلول لها، وأحياناً أخرى تمثّل هذه الملتقيات مصنعاً للأفكار والرؤى والنظرّيات الهادفة لتطوير المجتمع ومتبنّياته الفكرية".

مضيفاً "لا يخفى على أحد أنّ الملتقيات الفكرية تقوم على الحوار والنقاش وطرح الأسئلة والإجابة عليها بطريقة العصف الذهبي والفكري، وتتّسم بنوع من المرونة وغياب القيود المفروضة على العقل، ممّا يُوفّر بيئة فكرية مشجّعة على الإبداع وطرح الأفكار الهادفة حتى ولو كانت غريبة ومتمرّدة على القيم السائدة".

وأشار اللاوندي، الى أنّ "هناك عدّة متطلّبات نرى أنّ وجودها ضروري كي تكون الملتقيات الفكرية مؤثّرة وفاعلة في محيطها الإنساني والمجتمعي وتُسهم في زيادة الوعي الحضاري للشعوب ومن هذه المتطلّبات:

أن تتوفّر البيئة السياسية والإجتماعية والثقافية الداعمة لنشوء هذه الملتقيات ونموّها وتطوّرها.

تنظيم الملتقيات إدارياً وعلمياً وإعتماد أساليب راقية في إدارة الحوارات والنقاشات وإحتواء كل الآراء بغض النظر عن مقبوليتها أو عدمها، فكثرة الآراء وتعدّدها قد يُؤدّي الى فكرة خلّاقة تستحق الإهتمام.

أن يكون النتاج الفكري للملتقيات ذو حداثة ونوعية وخارج عن المألوف ويستوعب جميع التساؤلات والآراء وخارج عن النمطية التقليدية.

أن لا تكون هذه الملتقيات نوعاً من الترف الفكري والثقافي خصوصاً عندما تكون محاكاة وتقليداً لملتقيات أخرى، وبذلك تفقد أهميّتها وتبتعد عن الأصالة والتجديد.

آلية إختيار المواضيع المطروحة للنقاش وضرورة خضوعها لمعايير علمية عملية تعكس الحاجة المجتمعية وتسعى لإيجاد معالجة فكرية لها.

طبيعة ومؤهلات من يحضر هذه الملتقيات، فكلما زاد عدد الحضور من الأشخاص ذي الفكر والثقافة المتميّزة والبارزة وذات القدرة على الإبداع وإنتاج الرؤى المائزة، كلما كان الملتقى ذو أثر ودور واضح ويحظى بمتابعة أكثر.

توثيق نتاجات الملتقيات الفكرية وتضمينها في مطبوعات ورقية أو نشرها على مواقع إلكترونية، كي يطّلع عليها أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، لأنّ عدم التوثيق والنشر يجعل الجهود الفكرية للملتقى تضيع وتندثر.

الإبتعاد عن الجدل الفكري والثقافي الذي يُؤثّر سلباً على منتجات هذه الملتقيات ويجعلها عديمة الفائدة والجدوى، إذ أنّ الجدل في المواضيع الفكرية هو بمثابة الكابح الذي يُعرّق مسيرة التطوّر الثقافي والفكري كونه يحتجز الأفكار في إطار النقد المتبادل.

تخصّص الملتقيات الفكرية والثقافية كل في إختصاص معيّن، كأن يكون هناك ملتقى معني بالجانب الثقافي فقط وآخر بالجانب السياسي وآخر بالجانب الديني ...الخ، لأنّ إنفتاح الملتقى على كل المواضيع وبحضور أشخاص غير متخصّصين في موضوع النقاش سيُقلّل من فرص التميّز والإبداع.

التنسيق بين الملتقيات الفكرية مطلوب لتجاوز التكرار وطرح الأفكار المناقضة.

السماح لأكبر عدد ممكن بحضور هذه الملتقيات وخصوصاً فئة الشباب.

كربلاء / عدي الحاج

اضف تعليق