كربلاء / عدي الحاج
ضمن ملتقى النبأ الأسبوعي الذي تستضيفه مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، ناقش مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية، الورقة البحثية النقاشية الموسومة "معوّقات بناء الدولة في العراق..قراءة في الإشكالات الإجتماعية" للباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بجامعة بغداد، الأستاذ المساعد الدكتور سليم كاطع علي، والتي قدّمها نيابةً عنه مدير المركز عدنان الصالحي، بحضور شخصيات أكاديمية ومدراء مراكز بحوث ودراسات وحقوقيين ومهتمّين بالشأن العراقي وصحفيين وناشطين مدنيين.
وذكر الباحث في ورقته، أنّ "الظروف التي شهدها العراق ما بعد التاسع من نيسان 2003 وترسّبات الإستبداد السياسي للأنظمة السابقة جعلت المجتمع العراقي في مواجهة تحدّيات وإشكالات عديدة سياسية وإقتصادية وأمنية وإجتماعية فرضت نفسها على الواقع وعلى مدى إستقرار المجتمع العراقي ومن ثمّ على إمكانية بناء الدولة العراقية على أسس جديدة، ولعلّ أهم تلك الإشكالات التي شكّلت كابحاً أمام بناء الدولة بمؤسساتها كافة هي الإشكالات الإجتماعية".
وتابع أنّه "إنطلاقاً من أنّ تحقيق البناء الإنساني والإجتماعي للفرد يُعد حجر الزاوية في تأسيس أركان الدولة الحديثة الى جانب الأبعاد الأخرى وإنطلاقاً من أنّ إخفاء المرض لا يُشعر المرء بالطمأنينة على صحته ولا يُعيد له العافية، كما أنّ التغلّب على العدو يحتاج الى تشخيص لنقاط ضعفنا والتخلّص من بعض النزعات العنصرية إزاء الآخر في داخلنا وقراءة واقعنا موضوعياً بروح النقد والنقد الذاتي".
وأشار الى أنّ "من أهم الإشكالات الإجتماعية التي تُشكّل عائقاً أمام بناء دولة عصرية في العراق هي الإشكالية الطائفية والولاءات الفرعية وغياب الشعور بالمواطنة والتكوينات القبلية والعشائرية وغياب الترابط والإستقرار الإجتماعي وفقدان ثقة الأفراد بالدولة ومؤسساتها الإدارية والوظيفية".
وأضاف أنّ "هناك عدد من الأزمات والمعوّقات التي أسهمت في تكريس حالة عدم الإستقرار الإجتماعي في المجتمع العراقي ولعلّ أهمّها أزمة الهوية وأزمة التغلّغل وأزمة التوزيع، إذ أنّ عدم تحقيق ذلك من شأنه أن يترتّب عليه آثار نفسية وإجتماعية، وتبرز من خلالها صراعات طبقية من شأنها أن تُهدّد عملية الإستقرار في المجتمع".
ويختم الباحث في ورقته، أنّ "طبيعة الظروف والتحدّيات التي تُواجه الدولة العراقية تتطلّب من المؤسسة السياسية ضرورة إجراء دراسة علمية واقعية وموضوعية للظروف والإشكالات الإجتماعية التي ساهمت في تفشّي تلك الظواهر السلبية والطارئة على مجتمعنا والتعرّف على أسبابها وسُبل مواجهتها والآليات الناجعة للقضاء عليها في المجتمع بهدف إعادة بناء النسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية وإشاعة مبدأ التعايش السلمي بين الأفراد من خلال التأكيد على سيادة قيم الإعتدال والوسطية كونها لغة العصر التي يجب أن تسود، وتغليب مفهوم الحوار والتسامح والتقارب في العلاقات وإحترام الرأي والرأي الآخر، كذلك الإبتعاد عن الخطابات الطائفية المُجزّئة للنسيج الإجتماعي، فضلاً عن تشكيل هوية وطنية موحّدة تضم كافة أفراد المجتمع العراقي والعمل على محاربة التشتّت في الولاءات أو الولاء للهويات الفرعية تحقيقاً لوحدة المجتمع والعمل على صيانة إستقراره وهو الأساس في بناء الدولة بالعراق على أسس حضارية وإنسانية".
اضف تعليق