رصد مستخدمو خرائط "غوغل" مؤخرًا شكلًا غريبًا تحت مياه جزيرة نائية في كندا، يشبه جمجمة بشرية ضخمة، ما أثار جدلًا واسعًا بين من يؤمنون بوجود كائنات فضائية وبين من يفسّرون الظاهرة بطرائق علمية.
التكوين الذي ظهر على الساحل الشمالي لجزيرة كورمورانت الكندية بدا عند مشاهدة الخريطة من زاوية معينة وكأنه جمجمة مدفونة في عمق البحر، بتفاصيل تشبه تجاويف العين والفك، ما جعل البعض يعتقد بوجود علامة تركها زوار فضائيون منذ آلاف السنين.
من بين أبرز المروجين لهذه الفرضية، سكوت وارينغ، مؤسس موقع "UFO Sightings Daily"، الذي قال إن الجمجمة ليست طبيعية بل تم تصميمها عمدًا كعلامة تقول: "كنا هنا أولًا"، معتبرًا إياها دليلاً على حضارات فضائية قديمة. لكن هذا التفسير لم يحظَ بإجماع علمي، إذ يرى الباحثون في الظاهرة انعكاسًا لما يُعرف باسم "باريدوليا"، وهي ميل الدماغ البشري لرؤية الوجوه والأشكال المألوفة في الأشياء الجامدة والعشوائية.
يقول علماء النفس إن الدماغ مبرمج لرؤية الوجوه بسرعة كآلية للبقاء والتفاعل الاجتماعي، ولذلك نرى وجوهًا في السحب أو جدران الحجارة، وهو ما ينطبق على هذا التكوين الجغرافي.
ويشير الباحث فيليب مانتل إلى أن ما ظهر في الصورة هو تكوين صخري طبيعي، لا يختلف عن آلاف التكوينات التي تشبه أشكالًا بشرية أو حيوانية دون تدخل بشري أو فضائي.
العلماء يؤكدون أن تفسير الظواهر الغريبة يجب أن يبدأ بالاحتمالات الطبيعية قبل القفز إلى الفرضيات الخارقة، خاصة وأن ظاهرة الباريدوليا شائعة جدًا، ولا تُعد دليلًا على خلل نفسي، لكنها أكثر انتشارًا بين من يؤمنون بالماورائيات أو يمتلكون خيالًا خصبًا.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت ردود الفعل بين متحمسين لفكرة وجود إشارات فضائية وبين من رأوا في الأمر مجرد صدفة جيولوجية تحوّلت إلى ظاهرة بصرية بفعل زاوية النظر وظلال المياه.
ومع انتشار الصور وتعليقات المتابعين، عاد الجدل القديم حول احتمالية وجود حياة خارج الأرض، رغم عدم وجود دليل علمي واحد يُثبت هذا الادعاء حتى الآن.
ورغم التفسيرات العقلانية التي قدمها العلماء، إلا أن مثل هذه الاكتشافات تظل تذكيرًا دائمًا بقوة الخيال البشري، وقدرته على نسج القصص من خطوط عشوائية في الرمال أو تكوينات صخرية في أعماق البحر.
وبين وهم الخريطة وخيال العقل، تبقى الحقيقة معلقة بين العلم والتأويل.
م.ال
اضف تعليق